المحلية

الثلاثاء 24 تشرين الثاني 2020 - 03:45

لماذا دعا الجنرال الجيش الى الاستعداد للتّدخل؟

لماذا دعا الجنرال الجيش الى الاستعداد للتّدخل؟

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

على أهمية الأزمات المتوالدة والملفات المجمّدة رغم الانهيار المحتم، مع رفع الدعم عن المحروقات والدواء والطحين، مع ما يستتبع ذلك من تداعيات، وفيما التطورات الاقليمية تتسارع دراماتيكياً، لتصيب الوضع اللبناني في اكثر من موضع، يغرق المسؤولون اللبنانيون في استراحة "على السبع خرزات"، متناسين الاتصالات لاخراج حكومة، ولو شكلاً.

فالمشهد السوداوي المفتوحة قنواته على موجات سجالية بين القوى السياسية المختلفة، مع اقتراب الانفجار الكبير دفعة واحدة، تارة على خلفية انهاء شركة الفاريز اند مارسال اتفاقيتها مع لبنان للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وما رافق ذلك من معطيات وتسريبات، من مقربين من بعبدا ادّعوا عدم اهلية الشركة و"شكوك" في خطوة رئيسها بالانسحاب بعد رحلة استجمام لبنانية "بين التبولة والكبة النية وكاس العرق"، وطوراً تداعيات خطب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال، والتي بدأت تردداتها في الكواليس والصالونات السياسية، حيث محاولات تفكيك ألغاز ما بين سطورها، رغم كلاسيكيتها.

ففي الوقت الذي انتظر فيه اللبنانيون ان يخرج الرئيس اليهم بكلمة "عنيفة" بعد سقوط ورقته الاخيرة، وسط تقاذف الاتهامات بين طبقة سياسية تتعمد اللعب على مشاعر اللبنانيين، رامية مسؤولية النهج التدميري للاقتصاد على مصرف لبنان والمصارف التجارية، مقابل اصرار الاخيرة على اتهام "الحاكمين" بإيصال الامور الى نقطة اللاعودة والانهيار الشامل، بدا واضحاً المنحى المبطن الذي اخذ " الجنرال" الجميع تجاهه، محذرا من القادم مع التقويض المتمادي لمقومات الدولة والمجتمع.

فالقراءة ما بين سطور الكلمة الاستقلالية تحمل اشارات عن احداث خطيرة قد تكون قادمة، حاملة معها تغييرات تخشى رئاسة الجمهورية من نتائجها، على ما تبقى من العهد، وقتاً ومشروعاً، وبالتالي على المشروع الأكبر الذي يمثّله حزب الله ومحور المقاومة، مع ميل الغالبية الى الاعتقاد بأن خطوط الصفقات الاقليمية ومزاداتها ستفتح مع الربيع على مصراعيها، مع تقديم العروض وتلزيم الحلول.

فإعلان الرغبة بالدعوة الى طاولة حوار سياسي، اجماعي، اقتصادي ، تحمل الكثير من الأبعاد وان بقي ابرزها امران :

1-فتح كوة في جدار "العزلة" التي تعيشها الرئاسة الاولى، محلياً ودولياً، مع تحميل بعبدا مسؤوليات "اكبر مما تحمل" سواء في مسألة ترسيم الحدود او سلاح حزب الله، اصل العلة والبلية. فكانت الدعوة للتخفيف من ثقل الاحمال وإشراك جميع القوى في تحمّل وزر ما ستؤول اليه الامور.

2-الأخطر، انها وبحسب البعض هي دعوة ناتجة عن استشراف الرئيس عون للفترة المقبلة انطلاقا من انفجار ثورة ١٧ تشرين الاول، والاتجاه الدولي بضرورة قيام عقد اجتماعي جديد يتولد منه عقد سياسي واقتصادي. من هنا كانت الدعوة الى حوار يلاقي الغرب، في مرحلة الوقت الميت الذي تعيشه الساحة الداخلية.

وقد يصبح الامر كثر خطورة اذا ما تم ربط ما سبق برسالة "الجنرال" للقوى العسكرية والامنية للاستعداد للحسم في الداخل حفاظاً على السلم الاهلي، وترجمة ذلك ان الداخل اللبناني مقبل على انفجار امني واحداث خطيرة قد تطيح بالنظام القائم "عالسخن" لقيام جمهورية ثالثة، قد تكون بعض معالمها قد رسمت منذ سنوات في مؤتمر "سان كلو " في فرنسا.

هنا تجدر الاشارة الى "الحملة الجريئة" في مقدمة نشرة اخبار المؤسسة اللبنانية للارسال والتي لامست فيها خطوطاً ظلت حمراء لسنوات، مع "الغمز" من باب الفساد والهدر في الدولة، بإيحاء اميركي على الاقل.

في كل الاحوال تبقى الخطوة "الملغومة" رهن تجاوب الاطراف السياسية مع المبادرة والتي يبين الاستطلاع الاولي لاراء قادتها انها غير قابلة للتحقق في المدى القريب.

فهل يتجاوب اصحاب الشأن ويرمون طوق النجاة للعهد خاصة وانهم انفسهم ساهموا في اغراقه وعلى رأسهم حزب المقاومة؟ وهل يلحق هؤلاء ام ان سيف الثورة الشعبية سيسبق عزل السياسيين؟ والاهم ما هي الاحداث الداخلية المرتقبة والتي ستستدعي تدخل الجيش؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة