المحلية

الثلاثاء 01 كانون الأول 2020 - 04:00

الشيخ سعد... "لا بِشكّل ولا بِزيح ولا..."

الشيخ سعد... "لا بِشكّل ولا بِزيح ولا..."

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

يبدو ان خطوط البلاد السالكة على جبهة كورونا بفضل المعنيين، لن تصبح كذلك على مسار تشكيل الحكومة، نتيجة تقاطع المصالح الداخلية والخارجية، مع توالد التعقيدات يوما بعد يوم، رغم عمليات ضخ جرعات تفاؤل، لم تعد تقدم او تؤخر، خصوصاً ان زيارات الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري باتت غير ذي جدوى، في ظل سياسة "التسريبات وجس النبض" لتركيبة من هنا، وتشكيلة من هناك، سرعان ما تسقط على يد مصادر مجهولة معلومة.

فالرئيس المكلف الذي يحاول "التذاكي" وتوجيه "ضربة معلم" لرئيس الجمهورية، عشية انعقاد مؤتمر باريس للمانحين، مسجلا "هدف تعطيل" في مرمى الرئاسة الاولى، خاب امله مع بلوغ مسامع بيت الوسط، رد "الجنرال" على طرحه "بأن يخيط بغير هالمسلة"، ذلك ان بعبدا ليست في وارد التراجع او التنازل، لا تحت ضغط وقت انعقاد المؤتمر، ولا اتصال "ترغيب" او "ترهيب" من ماكرون، خصوصاً ان الجميع اصبحوا اسرى مواقفهم.

واذا كانت اطلالة "الغرندايزر حسان" الاعلامية، تطرح علامات استفهام كثيرة لجهة نوعية وتوقيت الوحي الذي هبط عليه، ليبادر الى الخروج على اللبنانيين بمظهر "سبع البورمبو"، رامياً بوجههم عشرات المواقف البطولية، في الوقت الذي يجري فيه الكلام عن تسوية انجزت بتوافق "اقطاب" السياسة اللبنانيين مع حفظ ماء وجه الرئيس المكلف، بدا لافتاً اكثر موقف "استيذ" عين التينة الذي دأب على تأمين لبن العصفور للشيخ سعد، بإعلانه انه قدم كل التسهيلات اللازمة، بما فيها اسماء الوزراء الشيعة ليصار الى الاختيار من بينها، نافيا علمه بالاجواء، الايجابية السائدة "والله اعلم ماذا في غاية النبيه من كل ذلك".

طبعا كثيرة العقد القابلة للحل ما لم تكن مرتبطة بتوازنات معركة رئاسة الجمهورية المقبلة، حيث ثمة عقدتان مترابطتان داخلياً، تستخدم الاولى لتحصيل الثانية :
1-مشكلات الوزارات الامنية، والتي آلت الى حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، المصرّ على ان يشغلها عسكريون متقاعدون، ما خلق" نقز وامتعاض" وقيام" جبهة مصلحة" بين عدد من كبار الموظفين، وصلت حد وضع فيتوات على اسماء مرشحة لتولي الحقيبتين، التي في نفس الوقت يحاول جنرال بعبدا ارضاء الاميركيين فيهما.

2- مسألة العدد، التي لبها قصة الثلث الضامن، الذي "شرعه" اتفاق الدوحة، بعد "غزوة بيروت"، والذي يصر رئيس الجمهورية بالحصول عليه، كضمانة اخيرة للعهد للسنتين المقبلتين، وما بعدهما، لا قدّر الله.

إلّا انه في "عز حفلة" تقاذف كرة المسؤولية بين الرئاسات وما خلفها من قوى سياسية داخلياً، لن تكون الامور اسهل على الصعيد الخليجي، حتى لو "زمط" الحريري بتشكيلته بعدما اصبح الداء بذاته. اذ يبدو ان ما يعمل عليه حكومياً حتى الساعة "لا يعجب" الخليجيين الذين بدؤا يعدون عدتهم لاعلان الخطوة التي باتت بحكم الامر الواقع حاليا، مع الاجراءات الاماراتية، انما بالخفاء، بإعلان انسحابهم الدبلوماسي من لبنان مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات، بسبب رضوخ الدولة اللبنانية بشعبها وكل مؤسساتها، من دستورية وغيرها، لإرادة حزب الله، وثانياً لفقدانها الثقة والامل بشخص "الشيخ سعد"، بعد سلسلة الفرص التي اعطيت له، مثبتاً في كل مرة ضعفاً اكبر وعجزاً سمحا لحارة حريك بمراكمة الارباح، رغم كل الدعم العربي والدولي الذي كان يحظى به، متذرعاً بالسلم الاهلي والمصلحة الوطنية العليا.

الجميع قال كلمته ومشى... الرئيس عون رمى كرة التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان لدى المجلس النيابي، غاسلاً يديه من دم الصديق امام المجتمع الدولي بعدما "شمعت الفاريز الخيط وهشلت". الاميركيون قالوا كلمتهم وخلفهم العالم اجمع، بغربه وعربه، "يلي جرب مجرب كان عقله مخرب"، وحدها فرنسا شذت عن القاعدة "فقلبت فكت رقبتها من كبر حردبتها". اما حزب الله ومن خلفه طهران حسما امرهما نحن والحكومة سيان، فإما نكون فيها بشروطنا او لا تكون.
وحده الشيخ سعد "كذب الكذبة وصدقها"، "يحور ويدور وكيف ما بركبها مش عم تركب".

انه زمن محل التيار الازرق الذي اخضر يوم اختلط بالاصفر. ذاكر دروس الاصفر جيدا من السابع من ايار مرورا ب 11 تشرين وصولا الى 17تشرين، لعل وعسى يشفع له ذلك في جنان الله وحزبه، هو الذي تجرع كؤوس السم ناحرا نفسه عل مذبح سيد الضاحية. حتى لبن عصفور الاستيذ لم يفعل فعله، ولا "حكات دماغ" البيك.

كل الوقت الذي ضاع حتى الساعة في انتظار "تعليمة" ما، سيضيع منه اكثر بعد، بسبب المماطلة المميتة التي تطبع تعامل الدولة مع الملفات، من دون مبرر، سوى انتظار "رغبات" الحارة، التي تجيد لعبة توزيع الادوار التعطيلية، في مسلسل الهاء اللبنانيين في حلقات جديدة تحت عناوين مختلفة، لاشاحة النظر عن التعطيل المتعمد لمسار قيام دولة بسيادة داخلية ناجزة.

فإلى متى؟ الى ان يقتنع الشيخ ويقرر ان ينزل عن الشجرة... او ينزلو يلي طلعو عالميدنة... الى ذلك الحين لا مع ستو بخير ولا مع سيدو بخير... تخبزوا بالافراح ايها اللبنانيون... على راي الشاطر حسن...

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة