المحلية

السبت 02 كانون الثاني 2021 - 04:00

بعد كلام نصرالله... نحن أقرب إلى الحرب!

بعد كلام نصرالله... نحن أقرب إلى الحرب!

"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني

عادت أجواء التوتّر لتفرض نفسها مجدداً على الساحة الإقليمية بشكل عام، واللبنانية بشكل خاص وتحديداً بعد حديث الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله عن محاولات مُستمرة لاغتياله بـ"تواطؤ" أميركي ـ إسرائيلي ـ سعودي.

بين التأكيد الذي ذهب اليه نصرالله في معرض توصيفه للوضع القائم بين محور "المقاومة" من جهة، وبين الحلف المواجه الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية وركونه إلى تحليلات لها علاقة بخيارات الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب قبل تسليمه الإدارة للرئيس المُنتخب جو بايدن، تسلّل الخوف مُجدداً إلى نفوس اللبنانيين من بوابة الإستعدادات التي أعرب عنها قائد "حزب الله" والصواريخ التي يمتلكها، إضافة إلى توعّده بأن الرد على اغتيال قاسم سليماني و"المهندس" هو مسألة وقت.

مجموعة أسئلة تبادرت إلى أذهان الجميع بعد كلام نصرالله وما سبقه من تهديدات إسرائيلية صبّت أيضاً في سياق فرضيات الحرب المُقبلة أبرزها: هل ستقوم الحرب فعلاً وعلى أي شاكلة ستكون، وما هو السلاح الذي سيُستخدم هذه المرّة، وكيف يستعد الطرفان، بالإضافة إلى المُفاجآت التي يُمكن أن تحضر في ساحة القتال.

في البداية تشرح مصادر أمنية توصف بالمطلعة على ما يجري داخل محور "المقاومة" من تحضيرات الوضع بشكل عام، فتشير إلى أن قبل حرب تموز 2006، حصلت اجتماعات مسبقة في دمشق تقرّر على أثرها فتح هذه الحرب بناءً على معلومات امتلكتها ايران يومها تُشير الى عدوان مُحتمل ستشنه الولايات المتحدة الاميركية على ايران قد يُستخدم خلالها قُنبلة نووية "تكتية" أي محدودة التأثير، أو استعمال أم القنابل. يومها وصل علي لاريجاني الى دمشق وتم الإتفاق هناك على فتح جبهة الجنوب.

وتضيف المصادر: صمود "حزب الله" وعدم خسارته في حرب تموّز 2006 غيرت معادلات كثيرة على الرغم من التكلفة الباهظة التي دفعها لبنان شعباً ومؤسسات، لكن صموده لا يعني على الإطلاق انتصاره، فهو انتصر لأنه لم يُهزم وإسرائيل انهزمت لأنها لم تنتصر. واليوم ثمة تحوّلات كثيرة فدول الطوق حول إسرائيل تُعتبر ساقطة عسكرياً، في المقابل هناك حضور لدول الطوق الثاني يمتد من السودان الى الإمارات الى البحرين وربما اندونيسيا والمغرب وبالتالي أصبحت اسرائيل مقبول بها في العالم العربي والقضية الفلسطينية أصبحت مجرد تفصيل.

وتؤكد أن كل مقوّمات الحرب موجودة، لكن يبقى القرار بيد الأميركي، والسؤال الأبرز هنا يتعلّق بما سيقوم به الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن، هل سيتفرّغ للحرب، أم انه سيتفرّغ للداخل في بلاده لمواجهة فيروس "كورونا". ولا يجب أن ننسى أن الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب، قام بترتيب وجه المنطقة على النحو الذي يُريده بحيث أصبح من الصعب على بايدن أن يُعيدها إلى سابق عهدها والمنطق يقول بعدم تغييرها بهدف الإستفادة في معركة مع إيران خصوصاً وأنه لا يستطيع العودة إلى الإتفاق النووي القديم مع إيران، وإلا حينها ستُطالبه طهران بتعويضات أو بدور إقليمي.

أمّا لجهة الصواريخ التي تحدّث عنها نصرالله، فتوضح المصادر عينها أن النوعية ليست ذات أهمية بقدر ما هو العدد وإمكانية الإستخدام، ففي العام 2006 استخدم "حزب الله" صواريخ "كاتيوشا" صُنعت منذ اكثر من خمسين عاماً وتمكّن من الصمود كل تلك الفترة. وهنا يسقط حُكماً السلاح النووي ويبقى تأثير السلاح "المُعادلة" هو الأجدى والأنفع.

وتتابع: بالإضافة إلى التحضيرات التي يقوم بها "حزب الله" لخوض أي حرب مُحتملة، علينا أيضاً أن ننظر إلى ما تُحضره إسرائيل التي غيرت هي الأخرى استراتيجيتها بحيث أصبحت أولويتها الدفاع في العمق الاسرائيلي، وفي الوقت نفسه الهجوم على "العدو" لدرجة يُصعب عليه أن يستعيد قواه. لذلك يُمكن لإسرائيل أن تتماشى مع أي حرب ضد "الحزب" من خلال مسيراتها.

أمّا على صعيد الداخل اللبناني، فتقول: عندما نرى كيف يقوم "حزب الله" بناء مؤسساته الخاصة المتعددة والمتنوّعة وصولاً إلى قطاع مصرفي خاص من خلال "القرض الحسن" ضمن مجتمعه الخاص، يستوجب توجيه سؤال له عن أي شعب كان يقصد من خلال "الثلاثية"، كل الشعب اللبناني ام فقط جمهوره وطائفته؟

وتُنهي المصادر بالقول: ثمّة ترجيح منقطي يُشير الى لا حرب، لأنه بعلم العسكر لا يُمكن للجيوش الذهاب إلى أي حرب غير محسوبة النتائج، بالإضافة إلى أن وضع اليوم لا يُشبه على الإطلاق وضع العام 2006.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة