"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
كان الحدث أوّل من أمس في منطقة العلا في المملكة العربية السعودية حيث القمّة التي انعقدت تحت راية مجلس التعاون الخليجي بهدف إنهاء الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي. واللافت أن لقاء المصالحة الذي تخلّله مشهد العناق بين وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني، جاء برعاية أميركية وذلك بعد قطيعة امتدت لثلاث سنوات، الأمر الذي فسّره البعض على أنه موجّه ضد إيران خصوصاً في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة توترات غير مسبوقة بين الأخيرة والولايات المتحدة الأميركية.
على قاعدة "أنا وخيي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب"، انعقد لقاء الأول من أمس للدول المعنيّة بالإنقسام الخليجي الذي نشب عام 2017 في ظلّ غياب البحرين والإمارات لأسباب لم تتضح بعد، على الرغم من تسريب معلومات تقول بوجود تحفّظ إماراتي حتّى الساعة. وفي ظلّ المساعي التي تُبذل على هذا الخط والتي يبدو أنها في طريقها إلى الحل وهذا ما ظهر من خلال تغريدة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش جاء فيها: "نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا"، يبقى السؤال حول توقيت هذه المصالحة وما إذا كانت موجّهة فعلاً ضد ايران خصوصاً في ظل المعلومات التي تُنذر بخطورة الوضع في منطقة الخليج بشكل خاص، من الأن إلى حين خروج الرئيس دونالد ترامب من البيت الأبيض.
فثمّة مَن يرى أن المصالحة في هذا التوقيت، تأتي في سياقها الطبيعي وأن لا أبعاد سياسية لها وبأنها جاءت بعد مساعٍ حثيثة قامت بها الكويت منذ فترة طويلة بهدف عودة اللُحمة العربية إلى موضعها الحقيقي. من هنا، فقد رغبت المملكة العربية السعودية بإنهاء حقبة الخلاف في وقت تعتبر فيه أن "شبح" الرعب بدأ يُخيّم على أجواء المنطقة العربية، فجاءت مبادرتها بفتح الحدود مع قطر التي عانت هي الأخرى اقتصادياً ومعنوياً بفعل القطيعة مع "الأخوة" والتي كلّفته سنوياً ما لا يقل عن مئة مليون دولار سنوياً على شكل رسوم لطهران كضريبة عن استخدام مجالها الجوي.
مصادر سياسية بارزة تؤكّد أن "القمّة الخليجية جاءت بمساعٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولكن بجهود كبير مستشاريه صهره جاريد كوشنير الذي طبعت بصماته الإتفاقات الأخيرة في المنطقة أبرزها التطبيع العربي - الإسرائيلي، والتي تأتي في سياق حل مشاكل المنطقة، كاشفة أن كوشنير تمكّن من إيجاد ثغرة للدخول من خلالها إلى إعادة اللُحمة العربية بالإضافة إلى التطبيع، وهي الثغرة الايرانية التي يعتبرها العرب وتحديداً دول الخليج، اليوم الخصم الأبرز والعدو الأوحد والأساس ضد مصالحهم".
وما إذا كانت عودة العلاقات الخليجية تندرج في إطار التهديدات بحرب قريبة قد تشتعل في المنطقة، تشير المصادر إلى أن "التوقعات بحصول حرب بدأت تتراجع بشكل كبير خلال اليومين الماضيين خصوصاً وأن جميع الأطراف غير قادرة على خوضها في هذا التوقيت بمن فيهم الولايات المتحدة الأميركية التي تُعاني بدورها من مشاكل صحيّة واقتصادية وسياسية. لذلك فإن الخوف من حصول حرب تراجعَ لمصلحة وجود تخوّف من حصول خضّة أميركية داخلية قد يفتعلها ترامب للبقاء في البيت الأبيض، وخير دليل على هذا التخوّف، الضغط الذي مارسه على أكبر مسؤول عن العملية الإنتخابية في ولاية جورجيا.
لكن وبحسب المصادر، فإن التخوّف من هروب ترامب إلى الأمام من خلال فتح حرب ولو محدودة مع إيران هو أمر لا يزال قائم ولو بنسبة محدودة، لكنه يبقى خيار أخير قد يلجأ اليه خصوصاً في حال فشل بقلب نتيجة الانتخابات لصالحه داخل الكونغرس. لذلك سيظل الخوف مُسيطراً على الأجواء الأميركية الداخلية وفي المنطقة، من الأن ولغاية تاريخ العشرين من الشهر الحالي.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News