"ليبانون ديبايت" - هيلدا المعدراني
يواصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء ارتفاعه منذ الامس حيث سجّل صباح اليوم ما بين 8750 و8800 ليرة لبنانية للدولار الواحد، فيما يرجّح المراقبون ارتفاعه اكثر في الايام المقبلة، وكانت فترة الاعياد قد شهدت استقراراً في سعر الصرف وانخفاضاً نسبياً الى ما دون الـ7000 ليرة لبنانية.
بما يُنذر هذا الارتفاع الجنوني مع دخول اليوم الاول من الاقفال حيّز التنفيذ، وكيف يفسّر الخبراء الاقتصاديون ذلك؟
الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة، أكد في اتصال مع "ليبانون ديبايت" ان ارتفاع الدولار "يخضع لعاملي العرض والطلب، كما ان شحّ الدولار نتيجة "تخبئة" الناس واحتفاظها به وعدم صرفه خوفاً من فقدانه بشكل كليّ، بسبب عدم دخول الدولار من الخارج".
ولفت حبيقة الى ان "تخوّف الناس يعود الى عدم القدرة على الحصول مجدداً على الدولار ويعود ذلك الى عدة عوامل السياسية والاجتماعية والازمات الصحية وتزايد تفشي وباء كورونا، ومع تعثّر توفر الدولار وازدياد الحاجة اليه في كثير من الامور الحياتية للمواطن".
من جهة اخرى، أشار حبيقة الى ان "انسداد الافق على كل المستويات، لا سيما السياسية يدفع الناس الى التحسّب ربما لما هو مقبل من أزمات، فهم يعمدون الى شراء الدولار وتخزينه وبهذه الطريقة يساهم عدم تحريك العملية السياسية فيما خصّ تشكيل الحكومة، في اثارة هواجس الخوف خاصة ان لا مساعدات من قبل صندوق النقد والدول المانحة دون قيام حكومة تقوم بالاصلاحات المطلوبة".
ولم يستبعد حبيقة "ارتفاع الدولار بدون سقوف محددة لسعر صرفه، بما يؤثر على اسعار المواد الغذائية كما ان التوجه نحو رفع الدعم بشكلي كلي او جزئي خلال الفترة المقبلة من شأنه ان يؤدي الى غلاء المواد الاستهلاكية، في ظل دخل متدن، بسبب الاقفال غير المجدي بحيث تحوّلت وظيفته الاساسية الى ضرب الاقتصاد وزيادة التدهور الحاصل".
واذ اعتبر حبيقة ان "الاقفال العام لن يؤدي الى نتائج مرجوة من حيث انخفاض عدد الاصابات"، اشار الى ان "كل المنظمات الصحية من صليب احمر وغيره تؤكد ان التوعية الاجتماعية وخفض اللقاءات والمناسبات والتباعد الاجتماعي الحقيقي هو الاولوية في هذا المجال، في حين ان الاقفال سوف يؤدي الى خلق حالة من "stress"، ويدفع الناس الى التلاقي للتنفيس عن عزلتهم، ويتحول مصدر تفشي كورونا اللقاءات في المنازل واقامة الحفلات العائلية، وكان الاجدى بالسلطة ان تقوم بزيادة عدد الاسرة في المستشفيات، ونشر برامج التوعية وتشديد الرقابة فيما خص الاجراءات الوقائية".
وقال حبيقة: "هي بداية سيئة وضعيفة للسنة الجديدة، وربما تحركت العجلة الاقتصادية في شهري شباط واذار مع وصول لقاح "فايزر" بالرغم من الغموض الذي ما زال يلف هذا العلاج"، وسأل: "ألم ينتبه اللبنانيون الى مسألة في غاية الخطورة وهي طلب الشركة المنتجة للقاح امضاء رئيسي الجمهورية والحكومة على العقد، وهو أمر لن يحصل في فرنسا مثلا او اي دولة اخرى!".
وجزم حبيقة ان "عدم ثقة المجتمع الدولي بدولتنا اوصلتنا الى هذ الدرك، وضع بلدنا ينطبق عليه المثل القائل"فالج لا تعالج!".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News