المحلية

placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت
الأربعاء 17 شباط 2021 - 13:42 ليبانون ديبايت
placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت

سعد الحريري... دعكَ من روسيا

سعد الحريري... دعكَ من روسيا

"ليبانون ديبايت" – وليد الخوري

كعادته كل فترة، يُحاول الرئيس المكلف سعد الحريري، استغلال موقف من هنا أو هناك في روسيا وتوظيفه في سياق معاركه الداخلية اللبنانية الفارغة، خصوصًا بوجه الرئيس ميشال عون. وما حصل خلال اليومين الماضيين، لهو خير دليل على ذلك.

إذ أن إعلام الحريري، حاول إظهار الاتصال الذي تلقّاه الرئيس المكلّف من قبل نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، في إطار الدعم المباشر له، وإدخال اتصال دبلوماسي روسي تقليدي وكأنه دعم للحريري بوجه عون في تفاصيل ضيّقة من السياسية اللبنانية، لم تكن روسيا يوماً جزءا منها.

ومع أن الكثيرين من حلفاء روسيا في لبنان، يستغربون كيف أن بوغدانوف يعطي دائما أهمية للحريري وجنبلاط حتى في أوقات التصاقهما بالمواقف الأميركية المتطرفة، إن كان على مستوى الداخل اللبناني أو على مستوى الإقليم، وحتى لو كان هذا الاهتمام شكليا، إلا أنه في مكان يبدو أن بوغدانوف يلعب دور الناطق باسم "14 آذار" في الخارجية الروسية، ودائما يوظّف الحريري وجنبلاط اتصالاته بهما شكل دعائي بهدف الاستقواء على حلفاء روسيا في لبنان. وهذا الأمر طبعا، ليس بعيدا عنه مستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، الذي ينظّم الاتصالات، ثم يقوم بحملة إعلامية مضللة في وسائل الإعلام لإعطاء الاتصالات أبعادا كبيرة بينهما هي مجرّد نشاط دبلوماسي أقل من عادي.

ولعلّ الأسوأ هو ما حاول شعبان ومن خلفه الحريري فعله أمس، وهو الإيحاء بأن موسكو تأخذ موقفا داعما للحريري ضد عون تحديدا في مسألة الثلث المعطل، وكأن روسيا تركت كل همومها ورؤيتها للملف اللبناني وباتت تعمل على تحقيق مصالح الحريري والفريق الأميركي في البلد، الذي يربط مسألة الحصص في الحكومة بالنفوذ داخلها ومحاولة إبعاد حلفاء روسيا بشكل واضح عن القرار السياسي في البلد بحجّة الوضع الاقتصادي.

وهذا الأمر لا ينطلي على أحد، لأن روسيا لم تدخل يوما في هذه التفاصيل، على الأقل خلال العقود الثلاثة الأخيرة في خلافات من هذا النوع أو تدخلت بشأن داخلي وبهذا التفصيل الصغير.

والأهم أيضا، هو محاولات الإشاعة بأن هناك مبادرة روسية ما، وتتزامن مع الإشاعة أيضا عن قيام روسيا بتقديم مساعدات للبنان من اللقاح الروسي ولكن عبر الحريري. وهذا الأمر أيضا لا يتناسب مع طريقة العمل الروسية، التي وإن كانت تستعد لتقديم أي مساعدة من اللّقاح، فإنها حتما ستلجأ عبر السفارة الروسية في بيروت والؤسسات الرسمية والتعاون مع حكومة تصريف الأعمال الحالية ووزارة الصّحة التي تتولّى الملفّ، ولن يكون أي لقاح هو مصدر دعاية للحريري على حساب الحكومة الروسية للاستقواء على حلفاء روسيا في لبنان، وكأن موسكو تعمل في خدمة آل الحريري وشعبان وضد مفهومها للعمل الدبلوماسي والسياسي وحرصها على حماية المؤسسات، لا سيّما في لبنان، الذي دمّر الحريري ما دمّر من مؤسساته.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة