اقليمي ودولي

placeholder

عربي بوست
الأحد 04 نيسان 2021 - 19:12 عربي بوست
placeholder

عربي بوست

سحب ترشيحه من البرلمان الألماني بسبب تهديدات عنصرية

سحب ترشيحه من البرلمان الألماني بسبب تهديدات عنصرية

قبل خمس سنوات، وصل الشاب السوري طارق الأوس إلى ألمانيا كطالب لجوء، بعد فترة من الزمن، قرر خوض غمار عالم السياسة، فاختار حزب الخضر الألماني وصار عضواً فاعلاً فيه. في شباط الماضي أعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية في ألمانيا، ما كان يعني أنه سيصبح أول لاجئ سوري في البرلمان الألماني، لكن الحلم الكبير اندثر في بداياته، والسبب تهديدات عنصرية.

وصل الأوس إلى ألمانيا مع مئات الآلاف من اللاجئين الآخرين عن طريق البلقان، وانتهى به المطاف وقتها إلى الإقامة في صالة رياضية في مدينة بوخوم، بسبب الضغط على مراكز إيواء اللاجئين.

لم يعلم طارق الأول، الذي درس القانون في سوريا، أنه سيضطر للتخلي عن قناعته المعلنة منذ وقت قصير، والتي حظيت بدعم الكثير من السياسيين والمواطنين الألمان. خاصةً أن الحلم تبلور بسبب نجاحه سابقاً في لفت الأنظار بقيامه بحملات من أجل حقوق اللاجئين.

"كأول لاجئ سوري في البوندستاغ، أودُّ إعطاء مئات الآلاف من الناس الذين كانوا مجبرين على الفرار من البلد، صوتاً سياسياً"، كان هذا أحد تصريحات طارق الأوس، المرشح السابق عن حزب الخضر الألماني لتمثيل مدينة أوبرهاوزن ولاية شمال الراين وستفاليا غرب ألمانيا، والتي أعلن من خلالها عن أحلام كبيرة، يريد تحقيقها لنفسه كلاجئ سوري ولمجتمع اللاجئين الذين صار عددهم كبيرٌ في البلد الأوروبي المستضيف لهم.

يقول الأوس في مقطع فيديو على "تويتر"، أعلن من خلاله ترشحه للانتخابات بلغة ألمانية سليمة: "في الصراع وأثناء رحلة الهروب، رأيت ما يعنيه الحرمان من حق التصويت، وهو ما يدفعه للتشرح هدفاً للدفاع عن حقوق هذه الفئة من المتواجدين في ألمانيا".

فجأة أعلن اللاجئ السوري طارق الأوس سحب ترشيحه للانتخابات البرلمانية الألمانية عن حزب الخضر مُرجعاً ذلك إلى "مستوى التهديد المرتفع والتجارب ذات الطابع العنصري".

وأعلن الأوس في بيان نقله موقع "فيلت" الألماني وموقع صحيفة "بيلد" ومواقع ألمانية أخرى، أن سبب تراجعه عن الترشح يعود إلى "المستوى العالي من التهديدات لي وللمقربين مني، وهو أهم سبب لسحب ترشيحي، كما أن لدي تجارب عنصرية هائلة أثناء عملية الترشح".

كان من بين المعلنين عن تضامنهم مع طارق إثر تعرضه للتهديدات العنصري، هايكو ماس، الذي يتولي حالياً منصب وزير الخارجية في حكومة ميركل. ففي منشور له على تويتر قال: "طارق الأوس هو أول لاجئ سوري يترشح لانتخابات البوندستاغ الألماني، إنه أمر مثير للشفقة لديمقراطيتنا أن يفشل هذا الأمر بسبب التهديدات والعنصرية. كل التضامن معه".

كما أعربت وزيرة الدولة لشؤون الاندماج في الحكومة الاتحادية، أنيته فيدمان ماوس، من الحزب الديمقراطي المسيحي، عن أسفها لانسحاب اللاجئ السوري طارق الأوس من ترشحه للانتخابات البرلمانية الألمانية والحصول على عضوية في البوندستاغ.

وفي حديثها لشبكة التحرير الألمانية، قالت فيدمان ماوز: "لا يمكننا أبداً قبول تهديد الناس بسبب أصلهم وبالتالي منعهم من المشاركة الديمقراطية".

كريستيان فورير، واحد من الكُتاب الألمان الذين تفاعلوا مع إعلان طارق الأوس سحب ترشحه من الانتخابات بمقال صحفي متميز، أنهاه بعبارات مدافعة عن اللاجئ السوري، ومعترفاً بأن بلده ألمانيا تعاني من تزايد العنصرية بين أفراد المجتمع وتناميها.

وقال المتحدث: "ما زلنا نناقش ما إذا كانت هناك عنصرية في ألمانيا بدلاً من الاعتراف بها وحلها"، مذكراً بمقتل السياسي والتر لوبكه، واصفاً الأمر بأنه "هذه ليست سوى أسوأ أعراض مرض يتكاثر وينتشر، هذا ليس فشل طارق الأوس، إنه خطؤنا".

كما نشر سيم أوزدمير، أول برلماني ألماني من أصول تركية بالبرلمان الجهوي بمدينة شتوتغارت، تغريدة عبّر فيها عن حسرته لما حصل مع طارق الأوس قائلا: "آسف ولكني أتفهم القرار. يمكنني أن أفهم جيداً ما يعنيه أن تتعرض أنت ومن حولك للتهديد العنصري. وهذا لا يقلل من غضبي".

وتستعد ألمانيا لإجراء الانتخابات البرلمانية في 26 أيلول 2021، وهي انتخابات لن تشهد ترشح المستشارة أنجيلا ميركل، التي فتحت حدود البلاد لما يفوق المليون سوري في ذروة الأزمة السورية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة