هل يشكل تسخين التبغ بدلًا من حرقه قاعدةً لمستقبل خالٍ من الدخان؟
كسحرٍ بدت فكرة الحصول على إجابات من خلال كتابة أسئلة على جهاز الكومبيوتر، عندما لاحت في الأفق عام 1990 مع ولادة أول محرك بحث موثَّق، وراحت تتطور مع صدور محركات بحث عدة بعضها فشل وأُزيل عن الشبكة العنكبوتية، وبعضها ما زال شغالًا حتى اليوم. ولكن، ثمة محرك بحث واحد اكتسح العالم وأصبح الأشهر والأقوى، وهو محرك غوغل الذي نكاد لا نعرف سواه، على رغم علمنا بوجود أسماء شهيرة أخرى كمثل ياهو وبينغ وغيرهما. حصة غوغل في هذا المجال تزيد عن 92%، واسمها طغى على كل ما عداه إلى درجة أننا بتنا نعتقد أنه أصل الباحوث وفصله.
كما مع غوغل وعالم الويب، كذلك في المجالات الشتى، ثمة أسماء تتفوق على سواها إلى حدٍّ يجعلها الرمز الأول في مجالها. هذه هي الحال مع IQOS، الجهاز الثوري الخالي من الدخان، الذي يعمل على تسخين التبغ بدلًا من حرقه، بهدف تقليص مضار التدخين قدر الإمكان. هو من ابتكار "فيليب موريس"، وقد أقدمت على صنعه سعيًا منها إلى جعل المدخنين البالغين يقلعون حتى عن سجائرها هي!
تعود تقنية تسخين التبغ إلى العام 1988، وهي بمثابة بديل يختلف لجهة تسخين أوراق التبغ إلكترونيًّا وإصدار هباء جوي يحتوي على النيكوتين، لكنها لم تحقق نجاحًا لدى إطلاقها، وخصوصًا لأن المدخنين لم يجدوا فيها المتعة الكافية التي كانوا يحصلون عليها من السجائر. ولكن، ذلك كان في ما مضى، وقبل أن تقدّم "فيليب موريس" هذا الجهاز الذي جعل تقنية تسخين التبغ في الصدارة مجددًا. اليوم، ولدى ذكر هذه التقنية، أول ما يتبادر إلى الأذهان هو اسم IQOS الذي تميَّز عن كل ما سبقه.
لحياة متوازنة يعيشها المدخنون البالغون صنعت "فيليب موريس" جهازها الإلكتروني هذا، من دون أن يكون هدفها جذب غير المدخنين أو القاصرين أو الحوامل، بل لتسهم في خلق حياة أفضل لمن يأبون التخلي عن هذه العادة السيئة. هي استثمرت أكثر من سبعة مليارات دولار منذ العام 2008 لتطوير منتجات خالية من الدخان، بل وأرادت أن يكون لها دور أساسي في المساعي العالمية الهادفة إلى مكافحة التدخين، ووجدت حلًّا جعلها تحتل مرةً أخرى المرتبة الأولى ولكن على صعيد ابتكار منتج للمدخنين البالغين خالٍ من الدخان.
فانطلاقًا من واقعة أن النيكوتين ليس المسبب الأساسي للأمراض القاتلة أحيانًا التي تنتج عن السجائر، إنما المسبب للإدمان عليها، ابتكرت الشركة بديلًا أقل ضررًا ولكن مع فارق أنه يسخّن التبغ بدلًا من حرقه. فالحقيقة العلمية الدامغة تقول إن احتراق تبغ السيجارة يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة طرفها إلى أكثر من 800 درجة مئوية، ما يؤدي إلى انبعاث مواد كيميائية يزيد عددها عن 6,000 مادة، وهذه المواد هي التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض متنوعة ووفيات. أما الجهاز الخالي من الدخان فيعمل على تسخين التبغ عوضًا من حرقه ليُصدر بخارًا يحتوي على النيكوتين بدلًا من الدخان نتيجة تضمُّنه حاملًا إلكترونيًّا فيه شفرة تم ضبطها إلكترونيًّا لتتحكم بحرارة التسخين وتجعلها لا تتعدى الـ350 درجة مئوية. ومن هنا، فهو يقلل انبعاث المواد الكيميائية الضارة بنسبة 95% مقارنةً مع السيجارة التقليدية، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة انخفاض المخاطر بنسبة 95%، إذ إن الجهاز هو نفسه غير خالٍ من الضرر. وبما أنه يصدر بخارًا بدلًا من الدخان، فهو يحافظ على نقاء الهواء في الأماكن المغلقة، وبالتالي يقي غير المدخنين آثار التدخين السلبي المعروف أنه بدوره مسبب لأمراض مميتة. ولا تقتصر ميزاته على الجانب الصحي، بل تشمل أيضًا التخلص من رائحة السجائر الكريهة والبقع الصفر التي تخلِّفها.
بحلول العام 2025، تهدف منظمة الصحة العالمية إلى خفض عدد المدخنين بنسبة 30%. وبحلول هذا العام أيضًا، تتوقع "فيليب موريس" أن يصبح عدد المدخنين البالغين الذين انتقلوا إلى تسخين التبغ أكثر من 40 مليون مدخن، فيما عددهم يبلغ اليوم أكثر من 11.7 مليون. المناداة بمستقبل خالٍ من الدخان هو ما تلتقي حوله هذه الشركة مع كل الهيئات والدول العاملة على محاربة التدخين، ووسيلتها للإسهام في ذلك انطلقت مع ثورة تسخين التبغ بدلًا من حرقه.
هذا المقال برعاية فيليب موريس لبنان
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News