المحلية

الاثنين 14 حزيران 2021 - 14:19

لو سمعوا من فادي... "لبنان حلم سنغافورة"!

لو سمعوا من فادي... "لبنان حلم سنغافورة"!

"ليبانون ديبايت"

يبدأ "ليبانون ديبايت" من اليوم، نشر مقالات عن معارك ومحاولات ومطالبات الوزير السابق فادي عبود للوصول إلى الإقتصاد الحلم. هذه المقالات جُمعت في كتاب صادر عن "دار صادر" تحت عنوان "لو سمعوا من فادي".

فادي الآتي من تجربة غنيّة في القطاعين الخاص والعام، المتألم من انهيار الإقتصاد وتحطم احلام اللبنانيين، يعطي فرصة من خلال كتابه للطبقة السياسية لكي تؤمن بأن الإنقاذ لا زال ممكناً.

يؤمن فادي عبود بإمكان تحويل لبنان سنغافورة الشرق الأوسط وساحة تنافسية في الإقتصاد، وهذا ما يبحثه في "حلم سنغافورة"، حيثُ يقول:

"تبهرني سنغافورة ، هذا البلد الصغير الصاعد الذي خالف كل التوقعات، وابتدع معجزة بأن يتحول من مستنقع إلى اكثر الاقتصادات نمواً في العالم .

عندما زار "لي كوان يو" بيروت في السبعينات، تمنى لو يحول سنغافورة حينها إلى بيروت، بعد خمسين عاماً نخشى حتى مجرد المقارنة بين ما تم تحقيقه في سنغافورة وما تم تحقيقه في لبنان .

أشعر بالمرارة لمجرد المقارنة بين مسيرة البلدين، كنت أحلم بأن نخطو خطى سنغافورة لأن بيننا العديد من أوجه التشابه، صغر المساحة، التعدد العرقي والإتني والطائفي، خلو البلدين من الموارد الطبيعية. فالهندي والبوذي والماليزي المسلم والصيني المؤمن وغير المؤمن يعيشون على هذه الجزيرة الصغيرة قصة نجاح مميزة.

تؤرقني تجربة سنغافورة لأنها المثال الواضح على أن نمو الأمم لا يحتاج إلى موارد طبيعية وغنى طبيعي، يحتاج إلى رؤية والى محاربة للفساد، قالها "لي كوان يو" إن قطع يد الفساد كانت المدخل لازدهار سنغافورة، والأهم الإصرار على الإنتاج .

نجحت سنغافورة في الصعود بسرعة صاروخية إلى واحدة من أسرع الإقتصادات نمواً في العالم مع مساحة إجمالية صغيرة، وعدد سكان يتألّف من 6 ملايين شخص فقط . فسنغافورة قادرة على تكوين ناتج محلي إجمالي يتجاوز 300 مليار دولار سنوياً . واستطاعت أن تكون البلد الرابع عالمياً من حيث الدخل الفردي، من خلال السيطرة على الفساد.

لقد أنشأت الحكومة السنغافورية "مجلس التنمية الإقتصادية"، "The Economic Development Board" ليتولّى هندسة جذب الإستثمارات الأجنبية.

ولكن من أجل المستثمرين كان على سنغافورة أن تخلق بيئة آمنة، ومنظمة، وخالية من الفساد، وركّزت على تنمية الموارد البشرية لديها، بالإضافة إلى الإهتمام بالبنية التحتية، فأنشأت كثيراً من المدارس الفنية، ودفعت الشركات الاجنبية إلى تدريب عمالها غير المهرة في مجال "تكنولوجيا المعلومات" و"البتروكيماويات" و"الالكترونيات" .

أما العمال الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظائف صناعية، فقد ألحقتهم الحكومة بقطاع الخدمات، كالسياحة والنقل. وكان لاتّباع استراتيجية أن تقوم الشركات متعددة الجنسيات بتدريب وتثقيف القوى العاملة لديها، عظيم الاثر على الاقتصاد السنغافوري . ففي العام 1970ّ أصبحت سنغافورة تصدّر في شكل أساسي المنسوجات والملابس والالكترونيات الاساسية.

وفي العام 1990 كانت تصنع الشرائح الالكترونية الدقيقة، وتقدم الخدمات "اللوجستية"، وتجري البحوث في مجال "التكنولوجيا الحيوية" و"الادوية" و"تصميم الدوائر المتكاملة" وكذلك "هندسة الطيران".

وفي العام 2001 أصبحت الشركات الاجنبية تمثل 75 % من الانتاج الصناعي و85 % من الصادرات الصناعية. كما تطورت صناعة السياحة في سنغافورة، فأصبحت من الصناعات المزدهرة أيضاً، وتجذب أكثر من ملايين زائر سنوياً.

سيبقى حلم سنغافورة مثالاً أمام عينيّ وتجربة تستحق دراستها والاقتداء بها. نملك قدرات بشرية كبيرة قادرة على تحقيق ذلك، إذا لا تريدون الاستماع إلى فادي، فاسمعوا من "لي كوان يو" الذي قال: "يريد الناس التنمية الاقتصادية أولاً وقبل كل شيء. قد

يتحدث القادة عن شيء آخر. يمكنك إجراء استطلاع لأي شخص. ماذا يريدون؟ يريدون منازل وأدوية ووظائف ومدارس".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة