ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، قداسا إلهيا في المطرانية في بيروت، في حضور عدد من المؤمنين.
بعد القداس، قال المطران عودة ان "الأزمات تتفاقم، والمشكلات تتضاعف، والفراغ أصبح قاتلا, نحن نعيش خواء سياسيا وتدهورا إقتصاديا وانحطاطا أخلاقيا يستغل بموجبه الإنسان، تاجرا أو مستوردا أو محتكرا، أخاه الإنسان. لقد مرت بلاد أخرى بالإمتحان الصعب الذي نمر فيه، لكن الفارق بيننا أن المسؤولين فيها سارعوا إلى المبادرة وإيجاد الحلول، أما عندنا فقد أسقطت كل المبادرات، وعطلت كل الوساطات الداخلية والخارجية، وكأن الحلول ممنوعة والإنقاذ مرفوض".
ولفت الى أن "القطيعة وحدها تجوز عندنا، والخلافات على المكاسب والحصص تؤدي إلى التعطيل، فيما الطبيعي أن يجتمع المسؤولون، كل المسؤولين، عند المصائب والأزمات، ويتكاتفوا لإيجاد المخارج، متناسين أنفسهم ومصالحهم. إن خطورة الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية والإنسانية تستوجب عملا إنقاذيا سريعا، لكن المؤسف أن المخاض طال كثيرا وتكاد الأم والجنين يموتان معا ولا أحد يبالي، الخارج لا يريد للبنان أن ينهار ومسؤولوه لا يعملون شيئا لمنع الإنهيار. الإتحاد الأوروبي والمؤسسات الدولية متضامنة مع لبنان وشعبه، تتحسس معاناته وتريد مساعدته، شرط أن يسرع المسؤولون بتشكيل حكومة تقوم بخطوات إصلاحية، ولا أحد يبالي. ماذا سيفعلون إذا خرج الوضع عن السيطرة؟ ما زلنا نعول على يقظة الضمائر وصحوة الحس الوطني عند الجميع. نحن محكومون بالتعايش والحوار وقبول الآخر والتفاهم معه وتقرير مصير بلدنا معا، مدفوعين أولا بمحبتنا له وتعلقنا به، ولأن مصيرنا فيه واحد مهما حاول البعض فصل نفسه عن الآخرين. فكما أن الشمس تشرق على الجميع، هكذا الكهرباء إذا استعصى حلها يعيش الجميع في الظلام، وإذا شحت المحروقات أو أغلقت المستشفيات أو انقطع الدواء فجميعنا نعاني. لذلك على الحكماء في هذا البلد، والمسؤولين الحقيقيين الذين يهتمون لمصيره، أن يسارعوا إلى الإجتماع والبحث عن مخارج للأزمة تنقذ الجميع، مهما كانت التضحيات. والممر الإلزامي هو تشكيل حكومة تتولى زمام الأمور".
وختم عودة: "نحن نحمل صليبا كبيرا، ونعي أن الخلاص لا يأتي إلا من فوق، من لدن المسيح الإله. التجارب والآلام تضع الشعب على طريق القداسة، أما الدينونة، فسيكون هذا الشعب المتقدس كله جالسا فيها يدين السياسيين والزعماء على ما جنت أيديهم, دعوتنا اليوم أن نسعى إلى القداسة، من خلال السير وراء الرب فقط، والتمثل به فقط، لا ببشر قد شوهوا الصورة والمثال، آمين".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News