كتابٌ مفتوح الى سماحة السيد حسن نصرالله

"ليبانون ديبايت" - داني الرشيد

بعد السلام والتحايا، إسمح لي سماحة السيد ان أُضيء على بعض النقاط المتعلقة بمخاطر انهيار البلاد.

حين بدأت ثورة ١٧ تشرين واتخذت شعارًا لها: "كلن يعني كلن"، وبعد ان قال الشعب من جميع المذاهب والفئات كلمته، وبعد ان طال استحقاق تشكيل الحكومة العتيدة، وما يدور من نقاش بشأن تسمية السيد نجيب ميقاتي رئيسًا مكلفًا للحكومة إرضاءً للسيدين نبيه بري وسعد الحريري، وهذا ما يشكّل استفزازًا لعامة الشعب، بينما المطلوب الاستجابة لمطالب الشعب بعد ان انهارت كل مقومات الدولة، ونهبت اموال اللبنانيين مقيمين ومغتربين، اضافة الى طوابير الذل التي يعاني منها الشعب في حصوله على لقمة عيشه اليومية ومستلزماته الاساسية التي تحافظ له على بعض الحياة الكريمة.

يا سماحة السيد، من غير المقبول بعد اليوم ان نعيد احياء الطبقة السياسية نفسها التي دمرت لبنان واوصلته الى ما هو عليه اليوم من اوضاع مزرية. والشعب مصدر كل السلطات ينتظر ان يضع هو شروطه على كل السياسيين بما فيهم السيد ميقاتي الذي بدأ بفرض شروطه قبل التكليف، فكيف به بعد التشكيل، هو الذي ينوي بيع كامل مرفأ بيروت بصفقة، وما ادرانا ما ينتظرنا بعد ذلك من بيوعات وخصخصة على غرار ما حصل مع السيد ميقاتي في قروض الاسكان المخصصة للعائلات ذوي الدخل المحدود.

هل سيحل السيد ميقاتي مشكلة لبنان مع اللاجئين السوريين التي مضى عليها اكثر من ١٠ سنوات؟ وهل سيقيم علاقات مع الجوار لضبط الحدود ووضع حد للتهريب المستشري الذي استنزف الخزينة والمال العام واموال الناس؟ مع العلم ان الدولة السورية تطالب ميقاتي بمئات ملايين الدولارات كرسوم متوجبة عليه كشريك سابق في شبكة الخليوي في سوريا، مما يخشى معه ان تنتقل المشكلة الشخصية لميقاتي وإثراه الى مشكلة عامة لبنانية- سورية، لبنان هو في غنى عنها. وهذه المشكلة لا تبشر خيرًا بإيجاد حلول مع الجوار السوري. وفي الوقت نفسه تعود الدول العربية الى توثيق علاقاتها مع الدولة السورية بعد مقاطعة لنحو عقد من الزمن.

سماحة السيد،
طلبنا الوحيد لديك، ان تفكوا اسرنا من الطغمة الحاكمة، حفاظًا على وجود اللبنانيين في ارضهم وعدم دفعهم للهجرة، وخاصة المسيحيين منهم الذين هم عنوان الحضارة في هذا الشرق، فإن فرغ منهم، احتل مكانهم الدواعش والمنظمات الارهابية والتطرف، على ما يردده دومًا سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد.

مع كامل محبتي ودعائي بأن يحفظكم الله ويحفظ لبنان بلدًا للصمود والمقاومة والكرامة العربية والعيش المشترك.