"ليبانون ديبايت" - دينا هاشم
"أكون في أحسن حال حين أهب كل ذاتي للعمل الإنساني"، هذه العبارة تختصر شخصيّة إستطاعت إدخال الفرحة إلى قلوب الكثيرين، فما عجز عنه سياسيو وحكّام لبنان تمكّنت الشابة نغم هاشم، صاحبة جمعيّة "من القلب للقلب - نغم هاشم" من إنجازه.
"لا شيء يستطيع أن يقف عائقاً أمامها ويمنعها من تحقيق ذاتها"، هذا ما تقوله نغم، مُشيرةً إلى أنّ "شعارها في هذه الحياة "مساعدة الفئة الأكثر ضعفاً وتهميشاً في مجتمعنا"، هذه الفئة التي تعيش حياة القهر والذل وسط ظلام مُخيف لا أحد يلتفت إليه".
اللّافت في مسيرة نغم التي بدأت منذ 6 سنوات، هو "إصرارها على الإلتزام بشعارها مهما اشتدت الظروف، فكيف تمكّنت من الحفاظ على قوة عزيمتها؟".
تقول نغم، في حديث عبر "ليبانون ديبايت": "من المعروف أنّ الإصرار يأتي بعد تجربة قاسية أو محنة معيّنة، وإصراري أتى نتيجة تجربة خاصة مررتُ بها وكانت هي السبب في تغيير نمط حياتي".
وعليه، تؤكد نغم أنّ "الإنسان خُلِق لإداء رسالة ما في هذه الحياة ولكلٍ منا رسالته، وأنّه لا يمكننا مقاومة المصاعب من دون المرور بمرحلة أليمة من شأنها أن تترك أثراً بداخلنا، فالألم إمّا يحطّم الإنسان ويحوّله إلى شخص يائس مسلوب الإرادة، وإمّا أن يدفعه لإخراج أفضل ما لديه ليسير نحو التغيير الذي يحفّزه على تحقيق غاياته وأهدافه".
وفي معرض شرحها عن التجربة القاسية التي مرّت بها إضافة إلى ظروفها الخاصة، تقول نغم: "منذ سنوات تعرّضت لظرف صحي كاد أن يخطف حياتي لولا القدرة الإلهية"، وبحسب ما تصف لنا أنها وهي تحت شدائد هذه المحنة شعرت بأنّ كل ما جرى كان له دور أساسي في تبديل أفكارها وحياتها لتصل إلى ما هي عليه الآن".
وتضيف، أنّ "السبب الرئيسي لإختيارها العمل الإنساني هو فقدانها أعزّ الناس عليها وهذا ما زاد من معانتها التي مكّنتها فيما بعد من تحقيق حلمها في الخدمة الإنسانية، ففي البداية كان حلم صغير ومتواضع، فتحوّل إلى واقع على شكل جمعيّة إنسانيّة وصلت أصدائها إلى بيوت الكثيرين".
صحيح أنّ الإنسان عندما يفقد شيئاً ما يضعف لتجرّعه الألم المرير لكن عليه ألّا يستسلم، فالإرادة هي أساس كلّ شيء، وعليه أن يتقبّل ذاته لمواجهة كل محنة بصبر وبروح التحدّي العالية، بعيداً عن كل القنوط والألم وما ينجم عنها، وهذا ما أرادت نغم إيصاله لنا من خلال رسالتها الإنسانية.
وفي النهاية، ينبغي أن نقول لحكّام لبنان، رؤساءً وزراءً ونواباً: "أنتم الذين تزعمون أنكم تقاومون الفساد بالإصلاح، أهلكتم أجسادنا وأرواحنا لطمعكم بكراسيكم التي دمّرتنا وأغرقتنا بالمآسي على مدى سنوات، وها هي صاحبة كرسيّ متحرّك إستطاعت بقدرتها القويّة أن تحرّك الفرح في عيون الكثيرين وتؤمّن إحتياجات العديد من شعبكم عن طريق جمعيّتها "من القلب للقلب - نغم هاشم" التي تفتح أبوابها لكل مريض ومحتاج".
وأمام كل هذا، كم نحن بحاجة إلى نغم وأمثالها الذين يعطون للإنسان قيمة ونظرة تفاؤلية مفعمة بالأمل والحياة.
ويبقى لـ نغم أدائها المتميّز والرائع، عزفت على ألحان حزن الفقراء والضعفاء والمرضى فجعلت قلوبهم ترقص فرحاً لأنّهم وجدوا من يساندهم… فنِعْم الكرسيّ كُرسيها وبِئْس الكراسي كراسيكم.
اخترنا لكم

خاص ليبانون ديبايت
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

بحث وتحري
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

خاص ليبانون ديبايت
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥