مريم مجدولين اللحام - التحري
بعيداً عن كوكب معاناة الشعب اللبناني، ظهرت مواهب تمثيلية واعدة عند بعض نواب الأمة بدءاً من النائب جبران باسيل بدور المزارع، إلى النائب هادي حبيش في اتصال هاتفي حريص يؤنب فيه مجهولاً وينذره بالتدخل في أمر حرائق الشمال... وصولاً إلى كادر اليوم مع نائب الشوف ماريو عون في عشاء منزلي "بالفلانيل" على ضوء الشموع مرفقة بملاحظة من مناصر للتيار الوطني الحر جو الخوري تزعم أنه "مقطوع من المازوت في منزله بعد تأمينه المادة لضيع الشوف".
في ظل مساع حثيثة لإبقاء صورة ممثلي الشعب على حالها، أو لإضفاء تغييرات طفيفة في البنية السلطوية لنظام الحكم وعنجهية الحكام، تُعكس رسالة ضمنية في جميع تلك الأدوار مفادها أن هناك من "يُشيطن" النواب المساكين، وعلى الشعب التأقلم مع الوضع المأساوي إسوة بالقادة وأن الأزمة اللبنانية تشهد فصولها الأولى لا الأخيرة، والقادم أفظع بالتأكيد إنما "نحن ما مننهار".
وإذا كانت أهداف النواب، بعد ثلاث أعوام من اقتسام المغانم، قد تحققت في معظمها، إلا أن جهودهم لتتويج ذلك كله بصورة الجديرين بالمقعد النيابي والقريبين من وجع الناس فاشلة جداً على أقل تقدير. بخاصة أن "متلازمة شوفيني يا منيرة" صارت مبتذلة ولا تحرّك مشاعر أي لبناني أو لبنانية لا يجدون بعض من تلك "اللبنة" أو "الخبز" الموجودين على طاولة ماريو عون إذ تؤكد نظرة على أحداث أعوام "العهد القوي" أن فريق الرئاسة وحليفه والـ"ما بين بين"، لا يستثمرون بالإنهيار فقط، بل يرسمون من الذل الذي يمر فيه المواطن لوحات ومشاهد إخراجية تستعطف الناخبين على قاعدة "بيتمسكن ليتمكّن من الأصوات".
ختاماً، وفي مرحلة "الكاستينغ السينمائي" التي باتت سمة الوضع الراهن يُتوقع استمرار لغة النكران على ألسنة من يعتبرون أن وجودهم على كرسي التشريع "حق مُكتسب" وفي المقابل واقع يقول "كلن يعني كلن".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News