ترجمة "ليبانون ديبايت"
نشرت وكالة "أسوشييتد برس"، تقريراً للكاتب: "باسم مروة"، عن "الإنتقادات الواسعة التي يتعرَّض لها "حزب الله" من اللبنانيين، في ظل غرق لبنان في براثن الفقر".
وجاء في التقرير: "دفعت المعاناة اليومية التي يعيشها اللبنانيون بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، الكثير منهم إلى توجيه النقد العلني لـ"حزب الله"، وإتهامه مع الطبقة السياسية بالمسؤولية عن الانهيار الحاد للعملة، وما وصلت إليه أحوال البلاد".
وذَكر كيف أن "عدداً من اللبنانيين قام بتكسير مركبات تابعة لـ"حزب الله" كانت تمر في منطقتهم، وهي في طريق العودة إلى القاعدة بعد إطلاق صواريخ بإتجاه مواقع إسرائيلية من منطقة حدودية الشهر الماضي".
وأوضح التقرير، أنّ "تلك الحادثة كانت بمثابة تحدِّ نادر، تشير إلى أن الكثيرين في لبنان لن يتسامحوا مع إستفزازات "حزب الله" التي تخاطر بإشعال حرب جديدة مع إسرائيل".
وأردف، "وفي ظل غرق لبنان في براثن الفقر، ينتقد الكثير من اللبنانيين "حزب الله"، المدعوم من إيران بشكل علني، ويلقون باللوم على الحزب، إلى جانب الطبقة الحاكمة، في الأزمات المتعددة المدمرة التي تعاني منها البلاد، بما في ذلك الانهيار الدراماتيكي للعملة والنقص الحاد في الأدوية والوقود".
في السياق، قال جو معكرون، المحلل السياسي المتخصص في شؤون "الشرق الأوسط": "إن "حزب الله" يواجه التحدي الأكبر له في الحفاظ على السيطرة على النظام اللبناني، وما يسمى البيئة الحاضنة له في مواجهته مع إسرائيل".
أضاف: "إن "حزب الله" لن يكون هو نفسه بعد الأزمة، وسيتعين عليه التكيف لضمان البقاء السياسي على المدى الطويل".
وتابع: "ما يمكن لـ"حزب الله" فعله في هذه المرحلة هو الحد من الخسائر قدر الإمكان".
ولفت التقرير، إلى أنّه "إشتدّ الغضب في الأشهر الأخيرة، حتى في معاقل "حزب الله"، حيث احتج الكثيرون على انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وكذلك انهيار العملة، الذي أغرق أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 6 ملايين نسمة، في الفقر المدقع".
وأضاف، "في معاقله، التي يسكنها في الأغلبية الشيعة، "ليس من غير المألوف الآن أن يتحدث الناس ضد "حزب الله". هؤلاء أشاروا إلى أن "حزب الله" يدفع رواتبهم بالدولار الأمريكي، في وقت يتقاضى فيه معظم اللبنانيين رواتبهم بالعملة اللبنانية، التي فقدت أكثر من 90٪ من قيمتها في قرابة عامين".
وذكر، أنّه "كانت اندلعت احتجاجات ومشاجرات، في محطات وقود في أنحاء لبنان وفي بعض معاقل "حزب الله". وفي مظاهر تحدٍ نادرة، أغلقت مجموعات من المتظاهرين الطرق الرئيسية في تلك المناطق (المعاقل) جنوب بيروت وجنوب لبنان".
وقال المنتقدون للحزب إنه "بدلاً من الضغط من أجل الإصلاح، وقف "حزب الله" إلى جانب حلفائه السياسيين الذين يقاومون التغيير"، وأشاروا إلى أن "الحزب دفع لبنان بشكل متزايد إلى فلك إيران، وأن العقوبات الأميركية ضد إيران و"حزب الله" جعلت الأمور أكثر صعوبة".
"وفي حين كان يُنظر إلى "حزب الله"، على أنه قوة شبه مقدسة لا يمكن المساس بها تقاتل من أجل قضية نبيلة، القتال ضد العدو الإسرائيلي، ينظر إليه الكثيرون الآن على أنه "مجرد جزء من الطبقة السياسية الفاسدة المسؤولة عن الانهيار المأساوي للبلاد"، وفق ما يُشير التقرير.
ولفت، إلى أنّه "غالباً ما يُنتقد "حزب الله" لأنه يتصرف كدولة داخل دولة. بينما تعمل الحكومة منذ شهور على إصدار البطاقات التموينية للعائلات الفقيرة، كان "حزب الله" في المقدمة. وقد أصدر بطاقتين من هذا القبيل للعائلات الفقيرة التي تعيش في معاقله. البطاقة الأولى تسمى "سَجّاد" على اسم إمام شيعي، والثانية تسمى "نور"، لمقاتليه وموظفي مؤسساته الذين يبلغ عددهم نحو 80 ألفاً".
ووفق ما ذكر مروة في التقرير، فإنّ "عشرات الآلاف ممن يحملون بطاقات "سجاد" لا يمكنهم فقط شراء المنتجات المدعومة بشكل كبير من عشرات المتاجر المنتشرة في جميع أنحاء لبنان، معظمها من السلع الأساسية المصنوعة في لبنان وإيران وسوريا، ولكن يمكنهم أيضاً الحصول على العلاج الطبي والمشورة في 48 عيادة يديرها "حزب الله" في جميع أنحاء لبنان".
كما ذكر، بأنّ " "حزب الله"، تعرَّض لانتقادات شديدة بسبب اتهامات من خصومه المحليين، وتشمل إسكات معارضيه، وتسهيل تهريب الوقود والمواد المدعومة الأخرى إلى سوريا المجاورة، وعزل دول الخليج الغنية بالنفط مثل السعودية، ما دفعهم إلى وقف المساعدات المالية بسبب هيمنة "حزب الله" على لبنان.
في السياق، كتب مايكل يونغ، المحرر في مركز "كارنيغي" للشرق الأوسط: "يدرك عدد متزايد من اللبنانيين أن مفهوم الدولة اللبنانية لا يمكن أن يتعايش مع ميليشيا مسلحة قوية تخدم قوة خارجية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News