أعلنت السلطات العراقية اليوم الجمعة، إعتقال أب قام بتعنيف ولده بـ"شدة ووحشية"، في حادثة أثارت غضباً واسعاً في الشارع العراقي خلال اليومين الماضيين.
وقالت وزارة الداخلية في بيان نشر على صفحتها عبر "فيسبوك" إن قوة من "وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية تمكنت من إلقاء القبض على الأب وإجراء التحقيقات القانونية والأصولية معه تمهيدا لإحالته للقضاء".
وأضاف البيان، أن عملية الاعتقال جاءت بعد "صدور أمر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بإلقاء القبض على الأب لمخالفته القوانين النافذة والتصرف بعيداً عن الأخلاق الإسلامية والإضرار بالتماسك الأسري".
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن "شديد قلقها بشأن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه طفل يتعرض لسوء معاملة على يد أحد أفراد عائلته".
وقالت في بيان: "المقطع يعد تذكرة مروعة لمعضلة العنف ضد الأطفال التي لا بد أن تنتهي".
وأثنت "اليونيسف" على رد الفعل السريع الذي قامت به السلطات في هذه القضية، وشجعت أيضاً كل من يشاهد مثل هذا الحالات للإبلاغ عنها.
ودعت "السلطات الحكومية إلى تعزيز آليات متابعة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم إلى العدالة، وحماية حياة الطفل".
وإنتشر خلال اليومين الماضيين مقطع مصور يظهر فيه رجل وهو يقوم بضرب وتعذيب ولده وربطه بسلسلة حديدية، فيما يصرخ الطفل متوسلاً ووجه ملطخاً بالدماء ويطلب من والده أن يقتله.
وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة في الشارع العراقي وتفاعل مغردون عبر إطلاق هاشتاغ "انقذوا_الطفل_محمد"، مطالبين السلطات باعتقال المسؤول عن تعذيب الطفل ومحاسبته.
???? بابا الله يخليك
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) September 23, 2021
ابوس رجلك عوفني اموت …
كمــية البشــاعة فــي هـذا الفيـديو
لا تـوصف ، اللهــم ربــي انــك تــرى قســاوة
بعــض البشــر وتســمع صــوت المظلـومين #تفعيل_قانون_العنف_الاسري #انقذوا_الطفل_محمد pic.twitter.com/9RKSxa80kj
#انقذوا_الطفل_محمد
— ِ (@lw9m_) September 23, 2021
I have no words.. I couldn’t watch the video and yet I’m still crying. I don’t think any type of torture in this world would be enough for this sadistic creature. It baffles me how anti-domestic violence laws aren’t enforced everywhere! pic.twitter.com/GPw6dRArA2
مؤلم ما يحصل من عنف ضد الطفل والمراة وحتى الرجل، والأكثر ألمًا أن يأتيك نائب ساذج متطرف يقول بكل غباء ان قانون العنف الأسري هو تفكيك للأسرة والمجتمع ويقضي على عاداتنا وتقاليدنا، تبا لكم ولعاداتكم وتطرفكم وتقاليدكم التي جعلت طفلًا يتمنى الموت!#تفعيل_قانون_العنف_الاسري
— Ali Al-Mikdamعلي المكَدام (@ali_almikdam) September 23, 2021
ولا يمتلك العراق، حتى الآن، قانوناً للعنف الأسري، ويعتمد على مواد قانونية تسمح للزوج والأب بـ"تأديب" الأبناء أو الزوجة ضرباً "مادام لم يتجاوز حدود الشرع".
وتقول المادة 41 من قانون العقوبات العراقي إنه "لا جريمة إذا وقع الفعل (الضرب) إستعمالاً لحق مقرر بمقتضى القانون ويعتبر إستعمالاً للحق، تأديب الزوج لزوجته وتأديب الآباء والمعلمين ومن في حكمهم الأولاد القصر في حدود ما هو مقرر شرعا أو قانونا أو عرفا".
وأعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، منتصف تشرين الأول الماضي، عن "حزنها البالغ وقلقها الشديد بشأن التقارير الحالية المتواصلة حول العنف ضد الأطفال في العراق"، مضيفة أن "العنف بدأ يتصاعد بشكل ملحوظ، ضد الأطفال، منذ بداية انتشار كورونا".