المحلية

placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام
الأحد 17 تشرين الأول 2021 - 14:56 الوكالة الوطنية للاعلام
placeholder

الوكالة الوطنية للاعلام

عوده: لم يعد شعبنا المنهك يحتمل الإبتزاز والتهديد

عوده: لم يعد شعبنا المنهك يحتمل الإبتزاز والتهديد

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

وقال عوده في عظته: "الكلمة لا تثمر في الذين لا يدركون عظمتها، وقد ملأوا أذهانهم باهتمامات أخرى، فلم يتركوا مكانا لما هو أهم. فلكي تثمر الكلمة الإلهية، على الإنسان أن يقتبلها، ويجتهد في فهمها وتذوقها ومعرفة أبعادها، ثم اعتمادها ناموسا لحياته والعمل بهديها. ترمى على الطريق حيث تعبر أفكار الناس والشياطين وتعاليمهم بلا رقيب، فتخفي كلمة الحق بالضجيج الكبير الذي يحدثه الضلال والكذب. كذلك لا تثمر الكلمة في الذين يعجبون بالمظاهر ولا يعملون في العمق".

وأضاف، "هؤلاء يكتفون ببعض أوامر الناموس الشكلية غير المؤلمة، أو ببعض الأنشطة الإجتماعية بلا عمل داخلي يرافقها. إنهم يتظاهرون بالتقوى خارجيا، بينما تبقى قلوبهم قاسية كالصخر، باردة في صلاتها وفي محبة الله والناس. تنكشف قساوتهم الداخلية وقت التجارب، في الحالات الصعبة. عندئذ، من شأن الإيمان غير المجبول بعرق الجهادات، الذي لا يجد تربة لينمي الجذور، أن يعطي فرصة للتذمر والابتعاد عن الله. أخيرا، لا تقدر الكلمة أن تثمر في قلوب الذين يختنقون في مشاغل الحياة والغنى والملذات التي تقتل البذار كالشوك. إن كلمة المسيح هي كلمة الحياة، تنقل حياة الله إلينا مثل البذار".

وتابع، "ولأن لا خلاص سوى بالعمل الدؤوب والاجتهاد والمثابرة، نتمنى لو يساعد مسؤولو هذا البلد أنفسهم وشعبهم من أجل استعادة سلطة الدولة وفرض هيبتها والوصول إلى الإنعتاق التام من كل ارتباط أو استعباد، والحصول على الإستقلال الفعلي، حتى يقوم الوطن من كبوته التي أوصلته إليها خطايا زعمائه ومسؤوليه الجسام، من صنمية عبادة الأنا، إلى الجشع غير المتناهي، إلى الإستقواء وتقديم المصلحة الخاصة التي قد تكون مرتبطة بالخارج، واستغلال الحس الطائفي من أجل تجييش التابعين عند كل مفصل...".

وأردف: "لم يعد شعبنا المنهك يحتمل الابتزاز والتهديد، ولم يعد يقبل الإذعان والسكوت. ما حصل في الأسبوع الماضي يذكر اللبنانيين ببدايات الحرب المشؤومة، وهم غير مستعدين لعيشها من جديد. لا حياة ولا مستقبل لبلد دون عدالة ودون حكم القانون، والعدالة الحقة تكون في سيادة القانون على الجميع دون تمييز. المواطنون متساوون أمام القانون، وعليهم جميعا، مع المسؤولين، تحكيم العقل والتحلي بالوعي والشعور بالمسؤولية من أجل تخطي هذه المحنة والوصول إلى بناء دولة عصرية تليق بهم. لذلك مطلوب سريعا، أن يبذل المسؤولون دم الجهادات الخلاصية من أجل هذا الوطن الحبيب، لأن الوطن سبقهم ونزف كثيرا، وهو الآن ينازع في انتظار إكسير الخلاص".

وختم عوده ، بالقول: "فلنجعل من قلوبنا ونفوسنا وعقولنا تربة خصبة، تزهر فيها الكلمة الإلهية إلى مئة ضعف، فنصبح ممن يستحقون الملكوت السرمدي".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة