مريم مجدولين اللحام - التحري
كاريكاتير وليد شهاب
أيُّ فأسٍ خائرٍ هذا، كـ"جورج قرداحي" ليقتلع بلاد الأرز من ضلعه العربي؟... وأي مسار أهيف هو ذلك الذي يأخذ كلام رجل ضئيل الحجم والتمثيل بعين الاعتبار كوزير الصدفة الإعلامية فيكسر علاقات لبنان بأهله وأبناء جلدته ويأتي ليلغي الأخوة العربية التاريخية من دون أن يكون الكلام ناتجاً عن خيار عام؟! ومن قال أن لبنان يتحكم فيه أهواء حاكم فرد أو نخبة مسيطرة؟!
في حالةٍ من الدّفع نحو معادلة صفريّة، تقوم على أسس "طفح الكيل" يتخبط اللبنانييون شمالاً ويميناً بين محور إيراني-سوري رهِل، يحاول أسر قرار اللبنانيين وأخذ بيروت رهينة بالكلمة، وبين آخر خليجي ضاق ذرعاً من استمرار "حكم السلاح للبنان" وتحويله بؤرة توتّر تهدّد أمن شعبه أولاً، وتثير مخاوف محيطه العربي الحاضن له ثانياً.
وفي ظل تسارع المواقف الدولية التي تحيل إلى مزيد من العزلة المفروضة على معسكر حزب الله الحكومي الذي قنص شهداء الأرز وقتل كبارات رجالاته منذ عام 2005 حتى الزميل لقمان سليم، لا بد لنا من الاعتراف بأن حظوظ استمرار "قياداتنا الحكيمة" رقماً مؤثراً في الوضع المزري الذي نعيش فيه كشعب اللبناني يفترض منع الاستقرار في البلاد، وإثارة المشكلات واصطناع الأزمات كأطراف تنتعش على الفوضى وغياب القانون.
وعليه، إن استقالة قرداحي من عدمها لا ولن تؤثر في مجريات الأمور، لا سلباً ولا ايجاباً. إذ أن الواقع يقول، عاد حزب الله إلى مربّعه الأصلي أي مجرّد فصيل عسكري من الفصائل الخامنئية التي ينبغي التعامل معها بوصفها نواة الأزمة، وليست كما يزعم عمائمها، أنه جزء من الحكم الرشيد والسيادة الحكيمة والمقاومة الشعبية التي دحرت الأعداء واصطنعت كرامة لأبناء لبنان.
فبعيداً عن مزاعم القرداحي وآرائه السخيفة البعيدة حقاً عن وصفها حدثاً مفصلياً لتفاهة موقع شخصها، البعيدة عن الحدود الدنيا من العقلانية والتي ليس فيها أصلاً ما يفاجئ أحد، ولا ما يقدح في نبل الحقيقة المغايرة لقناعاته المتضاربة واللامنطقية، فإن الحقيقة أن حكومة ميقاتي المرتهنة لمزاجية حزب الله وخامنئي من بعده، والمحاصرة تحت تهديد "أصفر" بالتعطيل، لا تريد أي صوتٍ علماني سيادي لا طائفي عربي ذي مصداقية معبراً عن غالبية الشعب اللبناني إلا مأسور الصوت والمصير. ولا تريد لملف مجزرة مرفأ بيروت القضائي أن يصل إلى خواتيمه القضائية ولا أن يُحاسب سفكة الدماء لا ضمن أطر القانون والدولة ولا خارجها.
لا بل يعلم محور الاحتلال الإيراني أنه، ربح اليوم من القرارات الخليجية بعزل لبنان عن أمته أكثر من أي يوم مضى ونجح "بالإستفراد" بلبنان وأبنائه وأفلح في قتل مستقبل اللبنانيين العاجزين أمام توحّشها الذي لا يمكن وقفه. وها قد انتصرت بلاد فارس في خطف البلاد بشكل يفوق طموحات خامنئي التوسعية.
الشعب اللبناني يبتلع الهزيمة وينتظر السيناريو الأقل تفاؤلاً من بين المتوقع أي الغرق في مستنقع الشلل مرة جديدة، والحذر مما ستحمله الرياح الأعجمية من جحيم مبتذل أكبر.
الشعب اللبناني عوقب ولم يعاقب حزب الله.
الشعب اللبناني يموت اليوم ليحيي آمال حزب الله. فهل نشهد انتخابات أكثر إنصافاً وأقل طائفية أم أن العكس هو الصحيح؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News