مريم مجدولين اللحام - التحري
لا يمكن لبيروت أن تنهض من تحت الردم إلى مدى أبعد من الاصطفافات الحزبية التقليدية إن بقيت فقيرة لمرجعيات غائبة. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، بدأت ملامحُ عملية مراجعة جادّة وبادرة جمع لدكاترة ومحامين ومهندسين وإعلاميين من بيروت في لقاء هادف إلى إعادة بيروت إلى موقعها الريادي.
اجتمع د. عمر طرباه، المهندس مصطفى بنبوك، د. محمد بالوظا، المهندس سعد الدين خالد، محمد جنون، ميشال فلاح، ندى رمضان، رامي عيتاني، ريان بيضون، زينة المصري، سهير الحصري، هالة رمضان، باسم حمد وآخرون (حوالي الـ100 ناشط بيروتي) في فندق الريفيرا أمس، "لا من أجل شعار ولا من أجل حزب ولا من أجل يمين ولا يسار، فقط من أجل بيروت ووحدتها وقيامتها".
كلمة اللقاء كانت للدكتور المحامي عمر طرباه الذي تساءل "أين بيروت اليوم من ماضيها، أين بيروت التي كانت تضج بالروّاد والسائحين وتتعالى فيها أصوات الفرح والأنوار لوقت متأخر من الليل. بعد أن كانت توصف بسويسرا الشرق."
وأكمل مستهجناً "بيروت فقدت هويّتها، لم نعد نعرفها، أصبحت كتلة من الخوف، يُخيّم على أهلها الحزن والفقر والتسوّل والانكسار وشبح العتمة وافتقاد أبسط مقوّمات الحياة" خاتماً "بيروت لم تعد آمنة... بيروت أمست سجينة تخاذلنا وتشرذمنا وأنانياتنا، وعبثيّتنا. حال بيروت اليوم يُذكرنا تماماً بحال بيروت في فترة الحرب الأهلية"!
بعد ذلك، استعان طرباه بأبيات شعرية لنزار قباني حين رثى بيروت.
لم تعد لعبة "ترك الأمور لقوى أكبر" ذات جدوى لحل أزمة النظام في لبنان ولتفكيك العملية السياسية التي همّشت بيروت بحكم قتلها مؤسساتياً. واليوم وقد انقضى ما يقرب من العقدين على محاولات خنق العاصمة، وفي وقت تشهد حيطان بيروت حالة انكفاء على خلفية عدم تمكّنها من "استعادة دورها"، جاء هذا الاجتماع ليستقطب فئات عريضة من البيارتة المثابرين الذين لا يريدون ابتلاع الهزيمة، المعنيّون بتقليل الخسائر وتلبية متطلبات مجتمعاتهم التي أصبحت مشرّدة منكوبة في وطنها وخارجه وما زالوا يروا فيها ما يُعبّد الطريق نحو الخلاص علهم يشهدون عبر مد الجسور، تغييراً مقبلاً أكثر إنصافاً وأقل طائفية.
ثمّة حقيقة لا تقبل النقاش، أن التغيير المطلوب لن يأتي من تلقاء نفسه، لذا جاء اللقاء حقيقة "لتوحيد المساعي والجهود والخبرات لقيامة بيروت" إذ يجمعهم "حب بيروت وأهلها بعيداً عن الفرقة والمصالح الشخصية وللقول بأن الأيدي ممدودة للجميع دون استثناء لرفع الغبار عن بيروت، لإنارة شوارعها ولرفع القمامة منها ومساعدة فقرائها وإعادة حيويتها بتضافر الجهود."
جاء هذا اللقاء ليشكل نواة لحراك تصاعدي، يدعو إلى "الحوار والانفتاح والتلاقي مع كافة المكوّنات على أسس ومبادئ وقواسم مشتركة واضحة تتلخص بلبنان سيد حر مستقل لا تابع ولا مرتهن، بلد العيش المشترك لا يلغي فيه احدهم الآخر، لبنان الوطن لا المحاصصة والفساد والطائفية السياسية البغيضة، لبنان العروبي غير المعزول عن محيطه وعمقه العربي".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News