ناركوس" و"حزب الله": من يحكم أميركا الجنوبية؟

ترجمة "ليبانون ديبايت"

نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" مقال رأي، لمحرّر قسم الأخبار الخارجية فيها داميان باتشر، يرى فيه أنه "إضافة الى الفساد والجريمة المستحكمين، أصبحت أميركا الجنوبية بؤرة للنشاط الإرهابي"، داعياً "إسرائيل إلى العمل بحذر وحكمة لتجنب تحويل المؤيدين إلى أعداء".

ويقول باتشر: "تعاني مشكلة الإرهاب في أميركا الجنوبية من مشكلة العلاقات العامة. السبب: تهتم الصحافة الغربية بالهمجية الأولية للشرق الأوسط أكثر من اهتمامها بالروتين المألوف والمتوقع للفساد والجريمة".

ويضيف: "ومع ذلك، كان الجزء الجنوبي من القارة الأميركية ولا يزال مركزًا رئيسياً لنشاط المنظمات الإرهابية - وهو مكان يجتمع فيه عدد من العوامل ويخلق منطقة مثالية لتعزيز النشاط الإرهابي: من الحكومات الفاسدة إلى مستوى من الحكومات الفاسدة الذي لا يستطيع الإسرائيليون حتى تخيله (شاهد الموسم الجديد من مسلسل "ناركوس" الذي يتحدث عن بارون المخدرات الشهير بابلو إسكوبار للحصول على فكرة). هذا الفساد يشمل فتح الحدود، وقوات الأمن البدائية والأيديولوجية المناهضة للغرب".

ويتابع: "علاوة على ذلك، عانى الجزء الجنوبي من أميركا لسنوات من نقص الموارد اللازمة لمنع الإرهاب. أحد الأسباب المهمة لذلك هو أنه في التسعينيات، لم تتمكن قوات الأمن الغربية عموماً، وإسرائيل خصوصاً، من قطع الذراع الطويلة لإيران و"حزب الله". في العام 1992، انفجرت سيارة مفخخة عند مدخل السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس، ما أدى إلى محوها من على وجه الأرض، بعد ذلك بعامين، وعلى بعد أمتار قليلة فقط، اقتحم انتحاري مبنى الجالية اليهودية (AIMA) وأسفرت هاتان العمليتان عن مقتل 114 مواطناً ومئات الجرحى".

ويرى باتشر أنه "على الرغم من أن المشكلة قد تم تحديدها منذ فترة طويلة، إلّا أن الحكومات ظلت إلى حد كبير على حالها، باستثناء عدد قليل من الحلفاء المحليين غير العاديين".

ويشير الى أنه "يمكن للضغط من الولايات المتحدة أن يساعد، لكنه لن يحل المشكلة، لأن هذا هو بالضبط مكان المشكلة: أجزاء كبيرة من القارة تنظر إلى تدخل واشنطن في المنطقة بشكل قاتم، نظرا لتاريخها المعروف في دعم الطغاة و اسقاط الحكومات".

ويختم باتشر بالقول: "يجب أن يأتي التغيير من الداخل، حيث لا توجد ديكتاتورية تدوم طويلاً من دون دعم الشعب. تحتاج إسرائيل إلى العمل بعناية وحكمة، لأن أولئك الذين هم حلفاء استراتيجيون حالياً يمكن أن يتحولوا بسرعة إلى أعداء. هذه هي طبيعة المنطقة".