أكّد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن "القوات اللبنانية" مصرّة على إجراء الانتخابات النيابية ومتمسكة بالديمقراطية وإن أراد بعضهم أن يحكم وفق أنظمة ديكتاتورية قميعة فليرحل عنا إلى تلك الأنظمة".
وقال بو عاصي: "ستجرى الانتخابات وسنكون جاهزين لها من أجل أن نصنع الفرق. سنذهب الى الإنتخابات لإعادة لبنان إلى المسار الأساسي الذي رسمه أجدادنا وآباؤنا".
كلامه جاء خلال العشاء السنوي لمركز مونتريال في "القوات" الذي شارك فيه قنصل لبنان العام في مونتريال أنطوان عيد، راعي أبرشية كندا المارونية المطران بول مروان تابت، مطران السريان الكاثوليك ممثلاً بالأب ايلي يشوع، النائب السابق جوزف معلوف، عضو بلدية سان لوران عاطف سالم، عضوا بلدية لافال اليس ديب وسندرا الحلو، عضو بلدية مون رويال انطوان الطيار، منسق "القوات" في كندا ميشال القاصوف وعدد من فاعليات الجالية وحشد كبير من القواتيين.
وتوجه بو عاصي إلى الحضور بالقول: "لا تدعوا اليأس يتسلل إلى قلوبكم، اليأس قاتل الأحلام والأوطان والمجتمعات، نحن أبناء الرجاء ولا وجود لليأس في قاموسنا. التصويت واجب وطني ورسالة تجاه شعبنا من أجل تحقيق التغيير".
وأضاف, "إنهم مسمرون على الكراسي يضحون بالناس حتى آخر نقطة دم من الشعبنا للمحافظة على مواقعهم ونحن سنقبعهم عبر صناديق الاقتراع".
وتابع, "أسأل نفسي هل أنا في كندا او في لبنان ولكن أنا في الاثنين، حيث ما تكونون كلبنانيين يكون لبنان وقلبه النبض وروحه الحية. قد يكون لبنان آخر أمبراطورية لا تغيب عنها الشمس بأبنائه المنتشرين في كافة أصقاع الأرض. هكذا كان أجدادنا الفينيقيون الذين أسسوا قرطاج كما مارسيليا وكانوا في اسبانيا".
وأردف, "لكنها لم تكن يومًا إمبراطورية تسلط أو استعمار أو عنف، بل إمبراطورية نشر الثقافة والمعرفة وبناء جسور بين الشعوب. أجدادنا لم ينسوا لحظة جذورهم أو لبنان وساحله وجباله وأرزه. هذه هي رسالتنا من 6 آلاف سنة نحمل لبنان في قلبنا ونطارد الشمس ونسطر النجاحات".
وتوقف عند الأزمة التي تعصف بلبنان والإنهيار القائم قائلا: "بيقولوا صغير بلدي ما بيعرفوا بلدي. بلدي صغير ولكن تضيق به الحياة وكبير لا تسعه الدنيا. بالطبع نحن نمر في صعوبات لكنها ليست الأولى في تاريخنا، نحن مستعدون لمواجهة صعوبات أكبر بكثير من أجل المحافظة على أغلى ما لدينا لبنان الدولة والثقافة والحلم الذي عمره الفي سنة".
كذلك توجه بو عاصي إلى الأمين العام لـ "حزب الله" بالقول: "يتوهم أن الصبر الاستراتيجي عمره 40 سنة. نحن عمر صبرنا الاستراتيجي ألفا سنة، فأنزل إصبعك وتروى قليلًا. هذه الدولة التي حققها البطريرك الحويك عام 1920 ونالت استقلالها عام 1943 هي حلم مسيحي ولكنها وطن لكل اللبنانيين وهذا هو معنى لبنان الـ10452 كلم 2".
وإلى من يدعون أن تركيبة لبنان تجعل منه بلدًا غير قابل للحياة، قال: "جهلكم وحقدكم وقصر نظركم يدفعكم لقول ذلك. اتعظوا من كندا التي هي أيضًا بلد تعددي لغويًا وثقافيًا, وأضافت إلى ذلك احتضانها أبناء كل بلدان العالم الـ 193 ليكونوا مواطنين فيها. أنظروا الى نجاح التجربة الكندية بسبب وجود القيم واحترام القانون ونظرة مشتركة لمشروع وطن".
وأضاف, "ليست التعددية ما يحول دون قيام الأوطان بل فسادكم وعدم كفاءتكم وارتهنكم لمشروع خارجي وانتهاككم للعقد الاجتماعي".
واستكمل, "حكمتم ورأينا أين أصبح لبنان، فساد وزبائنية وفشل خلال أكثر من 10 سنوات بتأمين الكهرباء، بنى تحتية سيئة، هدر لأموال اللبنانيين، اغتيالات وترهيب وخوف. ملفات التحقيق باغتيال الشهداء فارغة. أنتم من يحول دون قيامة الوطن ونحن غصبًا عنكم سنجعل لبنان ينهض. في خمسينات القرن الماضي، مع كميل شمعون وفؤاد شهاب، كنا نبني دولة متقدمة عن الجميع في المنطقة. الرئيس الشهيد بشير الجميل أعاد الاعتبار للدولة في 3 أسابيع بعد 7 سنوات من الحرب بجديته ونيته الصادقة ببناء دولة مبنية على جذورنا العميقة وتتطلع لمستقبل الأجيال المقبلة. هذا نحن، أما أنتم فجوع وإذلال واغتيالات. تدعون حماية طائفة على حساب الوطن ولكن حين يغرق الوطن يغرق بالجميع".
وأردف, "تعودنا أحيانًا على اللامبالة وتحمل الصعوبات أكثر مما يجب، لكن يجب على المرء أن ينتفض. لكن في المفاصل التاريخية دومًا كنا جاهزين. بالطبع نحن جماعة البسط والكيف ولكن نحن أيضًا ندرك أن الأوطان تبنى بالتضحيات. احترفنا التضحية في سبيل وطننا، فدفنا رفاقنا بأيدينا وجرحهم لم ولن يلحم يومًا. رغم تضحياتنا شتمنا من داخل بيتنا لكننا نتعالى عن كل الجراح من أجل هويتنا وناسنا والأجيال القادمة. خيارنا المحافظة على الثوابت وتضحيات الأجيال السابقة هي ذخيرة لنا ونهجنا الصدق والشفافية واحترام القانون".
وشكر بو عاصي لكندا، دولة وشعبًا، "تشريع أبوابها للبنانيين بمحبة واحترام لخصوصياتهم وتقاليدهم"، كما أعرب عن "فخره بالجالية اللبنانية لاحترامها روحية كندا وقوانينها وعيشها لمواطنيته بكل إحترام ورقي"، معتبرًا أننا "بهذا النهج نبني ونعزز الصداقة اللبنانية - الكندية".
وكان الحفل إفتتح بقصيدة للشاعر توفيق سليم العجيل وبكلمة لرئيس مركز مونتريال في "القوات اللبنانية" جوزف كرم, جاء فيها: "إن الانسان بلا التزام رقم بين البشر، ولأن الالتزام لا يحد بالزمان والمكان، هذا اللقاء هو تجديد لفعل التزامنا بلبنان وبكرامة الانسان وبشهدائنا يلي ساكنين القلب والوجدان".
كما توجه إلى الحضور بالقول: "فلننسج أفضل العلاقات مع كندا الوطن الذي استقبلنا ولنفعل حضورنا وسط الجالية ونسخر كل طاقاتنا كي نبقى ونستمر سندًا لأهلنا ورفاقنا الصامدين في لبنان الذي يعيش تسونامي من الانهيار والفشل بالتكافل والتضامن بين حزب السلاح والعهد القوي. لنجعل أصواتنا تهدر بصناديق الاقتراع، كي نساهم بالتغيير الذي تسعى إليه القوات".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News