تصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بدرجات في غابة مغطاة بالثلوج خارج العاصمة الأوكرانية كييف، لكن هذا الجو القاسي لا يمنع، أولغا سالو، ورفاقها الشباب من إمساك نماذج خشبية لأسلحة AK-47 والتدرب بحماس، والهدف هو أن يكونوا مستعدين لمواجهة "الغزو الروسي" الذي يعتقدون أنه قد يحصل في أي وقت.
وحتى في ليلة عيد الميلاد، اصطف مئات من المدنيين في هذا المكان، يرتدي كثير منهم ملابس ملونة بعيدة عن الألوان العسكرية، ويمسكون بنماذج البنادق الخشبية مكررين حركات عسكرية.
وتنقل صحيفة Financial Times الأميركية عن سالو قولها إنه "من الضروري الاستعداد للرد بشكل مناسب على اسوأ السيناريوهات".
وأضافت للصحيفة "إذا كنا مستعدين، فربما لن يحصل السيناريو الأسوأ، وربما لن يهاجم العدو إذا علم أنه سيلقى المقاومة ليس فقط من قبل الجيش النظامي، بل أيضا من قبل السكان".
ترتدي سالو سترة تزلج وردية اللون خلال التدريبات وبنطلون جينز أزرق، وحذاء ثلج.
وتتمرن مع سالو أيضا جنود احتياط، خدموا سابقا في الجيش، وهم يميزون أنفسهم عادة بارتداء ملابس عسكرية.
ويحمل هؤلاء بنادق حقيقية، بدلا من النماذج الخشبية التي يتدرب عليها المتطوعون.
وفيما يتمرن هؤلاء، يجري قادة العالم جهودا ديبلوماسية لنزع فتيل التوتر. وأبلغ الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأحد، نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مكالمة هاتفية أن الولايات المتحدة وحلفاءها "سيردون بحزم" إذا غزت روسيا أوكرانيا.
والخميس، تحدث بايدن مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هاتفيا، وكان موضوع أوكرانيا حاضرا في المحادثات بقوة.
وينفي بوتين باستمرار وجود خطة للغزو، إلا أنه قال الأسبوع الماضي إنه مستعد لاستخدام "الإجراءات العسكرية والفنية المناسبة " و"الرد بقسوة على الخطوات العدائية إذا تجاهلت أوكرانيا ومؤيدوها الغربيون الخطوط الحمراء " لموسكو.
وتشمل هذه الخطوط، بحسب الصحيفة، تجميد مساعدات عسكرية غربية لأوكرانيا، ورفض محاولة كييف الانضمام إلى حلف الناتو، وسحب قوات الحلف العسكري من أوروبا الشرقية.
وفي أماكن متعددة من أوكرانيا، يتدرب آلاف الجنود الاحتياط والمدنيون على يد قوات الدفاع الإقليمي الأوكرانية، وهي فرع من الجيش النظامي الأوكراني.
وقد فتحت التدريبات هذا العام أمام المجندين الجدد، حيث استجاب عدد متزايد من المواطنين العاديين للنداءات التي تسمع في جميع أنحاء البلاد للمشاركة في التدريب مع قوات الدفاع الوطنية.
وبحسب دراسة إحصائية أجراها معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في ديسمبر فأن 58 في المئة من الرجال الأوكرانيين ونحو 13 في المئة من النساء مستعدون لحمل السلاح للدفاع عن البلد ضد القوات الروسية.
وقال نحو 17 في المئة من الرجال و25.5 في المئة من النساء إنهم على استعداد للرد بوسائل أخرى، بما في ذلك الاحتجاجات والأنشطة التخريبية.
ونقلت الصحيفة عن، أولكسي دانيلوف، رئيس الأمن القومي الأوكراني قوله إن "الرصاص سيستقبلهم"، في إشارة إلى الجنود الروس، وأضاف "ستكون هناك مقاومة تامة".
ويقل عدد القوات النظامية الأوكرانية عن عدد القوات الروسية التي يبلغ قوامها مليون جندي.
ويوجد في البلاد حوالي 250 ألف عسكري يقاتل كثير منهم الانفصاليين المدعومين من روسيا فى منطقة دونباس فى أقصى الشرق.
كما أن الجيش الأوكراني يعتبر "غير معد بشكل جيد" لمقاومة غزو واسع النطاق من دولة بقوة روسيا العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن محللين أوكرانيين قولهم إن روسيا ستحتاج إلى تعزيز قواتها إلى ما بين 500- 600 ألف جندي لتتمكن من احتلال نصف البلاد.
ولدى موسكو حاليا نحو 100 ألف جندي قريبون من الحدود.
ومن المتوقع أن ينضم حوالي 11 ألف جندي جديد من قوات الدفاع الذاتي إلى الجيش الأوكراني في العام الجديد.
وقد وقع عدد لم يكشف عنه بالفعل عقودا لتشكيل نواة قوة موسعة لحماية البنية التحتية والمصانع الحيوية، والقيام بعمليات خاصة في أوكرانيا.
وبالإضافة إلى قوات الدفاع الوطنية الأوكرانية، يتدرب آلاف الأوكرانيين مع عشرات التشكيلات شبه العسكرية غير الحكومية، بحسب الصحيفة، يعود بعضها إلى كتائب القتال التطوعية التي حملت السلاح لأول مرة في عام 2014.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News