التحري

الخميس 27 كانون الثاني 2022 - 01:05

ألكساندرا ملاك الشموع الخمس: يوم ولدت "بريئة" لبنان فيما قاتلها يتحضّر لخوض "الانتخابات"

ألكساندرا ملاك الشموع الخمس: يوم ولدت "بريئة" لبنان فيما قاتلها يتحضّر لخوض "الانتخابات"

بقلم التحري
رسم تصويري - وليد شهاب

أوهام هي، عملية إنعاش موتى الضمائر، متحجري القلوب، رعاة بلادنا القتلة. يعتلون المنابر، ويُحاورون على المنصات بلا حياء أو استحياء، يُطلقون أقلامهم المسعورة في مواقعهم الإخبارية لتنهش ما تبقى من لحوم المواطنين. ويوقفون مسار العدالة.

أكلة أكبادنا. الذين يتحضرون لخوض الانتخابات نواباً على ذبائحهم: أخذتم كل شيء من أهالي الشهداء "إلا فرحة أيام ولادتهم". يومٌ لن تأخذوه من أم وأب ألكساندرا نجار مثلاً... اللذان يحتفيان بذكرى ولادتها لحُضنيهما، مُشعلَين شموع ولادتها الخمس... جميلتهما... ملاكهما... رغم الخسارة.

قبل خمسة أعوام من اليوم، وُلدت، أولى ثمرات حبهما... لتسحب منظومة الدماء روحها من بين حيطان مساحتها الآمنة، من منزلها، وتُقتلها عمداً، كأصغر ضحايا تفجير مرفأ بيروت، تفجير مقصود معلوم مُتوقع ممن كانوا يعلمون أنهم يتلطون خلف أطفال بيروت "كأدرع حماية" لإرهابهم وفسادهم وصفقاتهم.

قبل خمسة أعوام من اليوم، وُلدت، ألكساندرا، جميلة الأشرفية، جملية بيروت، جميلة لبنان، التي احتفل والداها بعيد مولدها "كأجمل يوم في حياتهما" على الرغم من كل المشهدية السوريالية القاتمة غير العادلة. إذ "لن يأخذ أحد هذا منا"، كما تقول والدتها تريسي عواضة نجار، متمنية لملاكها "عيداً سعيداً"، هي التي تحمّل المنظومة الحاكمة مسؤولية قتل ابنتها وتطالب لها ولكل الدروع البشرية، مواطنين وشهداء، بالعدالة.

فزلزال 4 آب عام 2020 الذي أوقع 200 ضحية، كان "حرباً"، شنتها المنظومة على شعب أعزل، تطهير للعاصمة من أبنائها لصالح الشر. فدمّرت ثلث مدينة بيروت وأعرق أحيائها ونسفت تاريخاً في لحظات، وحوّلت عاصمة بلاد الأرز إلى مدينة أشباح بلا نفس، بلا أمان، بلا حماية.

الحرب إذ فرضت فرضاً

وفُرضت الحرب على عائلاتنا.
والمجرم لا يُحاكم نفسه.
صدق بول نجار والد ألكسي عندما قال أن "المجرم لا يحاكم نفسه".

من هنا، سطور صغيرة نخطّها في أسرة موقع "التحري" لأسرة ألكسندرا، إلى حين التغيير على مستوى النظام الذي أنتج هكذا منظومة لا تشبع من دماءنا، والتي تتجهز بلا حياء لإعادة انتاج نفسها انتخابياً... لنقول، أننا لن ننسى، وسيظل شبح انفجار بيروت يطارد اللبنانيين، مع كل عيد لألكسندرا لا تتحقق فيه العدالة، ومع كل شمعة تُطفأ، "سلاماً" لروحها.


وأي قدر مأساوي هذا الذي يجعل الأجيال على امتدادها، تُقتل على يد المنظومة ذاتها بأمراء حربها، كأنهم لا يشيخون ولا يضعفون، ولا ينفكّون، يطاردون طفولة أهلنا، طفولتنا، وطفولة جيل ألكسندرا؟

وهل "نتمكن من العيش في هذا البلد مرة أخرى"
"ما الفائدة أن يدخل بعض الأشخاص السجن بينما لا يزال نفس النظام قائما، فعندها لن نشعر بالأمان وسنبقى نخشى إنجاب المزيد من الأولاد، نريد أن نبقى هنا في أرضنا لأن هذا من حقنا"؟

أسئلة برسم الشعب، مصدر السلطات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة