بعد ساعات من هبوط الرئيس الإسرائيلي، أمس الأحد، في العاصمة الإماراتية في زيارة "تاريخية" للدولة الخليجية، تعرّضت أبوظبي لهجوم صاروخي من جماعة الحوثي، هو الثالث خلال أسبوعين فقط.
وفجر اليوم الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية "اعتراض وتدمير صاروخ بالستي أطلقته جماعة الحوثي" من اليمن في هجوم استنكرته الولايات المتحدة.
ويربط محللون الهجوم الحوثي الأخير على الإمارات بزيارة الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، معتبرين أن ذلك يمثل دلالات على "إيعاز" إيراني للجماعة اليمنية التي تدعمها كون طهران ترفض بشدة معاهدة إبراهيم.
وقال الباحث في معهد بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية، مردخاي كيدار، إن الهجوم الأخير على الإمارات "بإيعاز وتمويل من إيران"، لافتا إلى أن "من ضرب أبوظبي هو الأخطبوط الإيراني عبر ذراعه اليمني"، بحسب تعبيره.
وقال كيدار، لموقع "الحرة"، إن الرسالة التي ترغب إيران في توجيهها للإمارات تتمثل في أنهم "تجاوزوا الخطوط الحمراء المقبولة لديهم، بمعنى أنهم تقدموا مع إسرائيل إلى مسافة لا ترضي ملالي إيران".
ويذهب المحلل السياسي الإماراتي، رعد الشلال، في الاتجاه ذاته بقوله إن "الحوثي يفعل ما يخدم إيران"، وأن "ممسكه ومحياه ومماته بيد إيران الرافضة لعلاقات الإمارات مع إسرائيل".
وقال الشلال، لموقع "الحرة"، إن الهجوم الحوثي الأخير يعد بمثابة "صفقة إعلامية أكثر من كونه حدث واقعي على الأرض، لا سيما في ظل عدم تأثر الإمارات بأي شكل من الأشكال".
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن زيارة هرتسوغ إلى الإمارات ستستكمل بشكل طبيعي، في حين، انتقل الرئيس الإسرائيلي لزيارة دبي وحظي باستقبال من قبل نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، في معرض إكسبو العالمي.
وبعد إعلان عن صفقات السلام التي جاءت برعاية الولايات المتحدة في صيف عام 2020، هدد الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، الإمارات، وحذرها من منح "موطئ قدم لإسرائيل في المنطقة".
كما هدد الحرس الثوري الإيراني "ساكني القصور الزجاجية" في الإمارات ووصف الاتفاق الإبراهيمي بـ "الخنجر في الظهر".
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإماراتية أن ذلك "الخطاب غير مقبول وتحريضي ويحمل تداعيات خطرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
إلى ذلك، رجح كيدار تعرض الإمارات لمزيد من الضربات الحوثية، قائلا: "إذا ما استمرت الإمارات في علاقاتها الحميمية مع إسرائيل فستكون ضحية للمزيد من الضربات".
في هذا السياق، أثارت زيارة هرتسوغ إلى الإمارات ردود فعل غاضبة بين بعض المتشددين الإيرانيين، بحسب ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال حساب على تويتر مرتبط بالحرس الثوري الإسلامي "إن وجود النظام الصهيوني في الخليج الفارسي غير مقبول بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأردف الحساب, "النار فقط هي التي تطهر خطوات الشيطان في الخليج الفارسي. معالي محمد بن زايد. سنوفرها لك"، وفقا لما نقلت الصحيفة الأميركية.
ويرى الشلال أن الحوثيين ومن خلفهم إيران هم "أصحاب شعارات تسويقية لجذب الجماهير، مثل الموت لإسرائيل وغيرها ... للتغطية على حقيقة أنهم العدو الأول للمنطقة".
وأشار إلى أن التقارب الإسرائيلي العربي يزعج طهران على اعتبار أن "إيران تستغل طيلة العقود الماضية أن العرب أعداء لإسرائيل وبنت كثير من مشاريعها على هذه الفرضية ونجحت في تحقيق بعضها".
وقال إن "إلغاء هذه الفرضية وإحباط فكرة أن إسرائيل عدو للعرب يدمر كل أجندة ايران في المنطقة".
بدوره، يعتقد مردخاي أن إيران تلك مخاوف جدية من علاقة الإمارات بإسرائيل على اعتبار أن طهران "تخشى أن يكون الوجود الإسرائيلي في الإمارات يسهل عليها عمليات الاستخبارات بسبب الوجود الإيراني الكثيف في الإمارات وإسرائيل قد تتمكن من تجنيدهم للعمل لصالحها داخل إيران".
وتابع: "الأمر الثاني هو أن ازدياد عدد الدول العربية التي تتطبع العلاقات مع إسرائيل يمكنها من تقوية مكانتها الدولية ويقوي من الحضور الإسرائيلي في العالم، وإيران تريد سحب البساط من تحت أقدام الوجود الإسرائيلي في شتى أنحاء العالم ... لذلك العلاقات مع الإمارات والبحرين شوكة في عين السياسية الإيرانية".
في الناحية الأخرى، يذهب المحلل السياسي الإيراني، حسين رويران، في اتجاه مغاير، مستبعدا أن يكون الهجوم الصاروخي الحوثي مرتبط بزيارة الرئيس الإسرائيلي.
وقال لموقع قناة "الحرة" إن الهدف الحقيقي من القصف الأخير هو استمرار حالة العملية الهجومية، دون أن يكون هناك ارتباط بزيارة الرئيس الإسرائيلي
وأضاف: "إيران لا تحدد لأي من حلفائها ماذا يجب أن تفعل أو لا تفعل. أعتقد أن إقحام إيران في الموضوع قد لا يكون صحيحا خاصة، بل إن هناك تقارب إيراني إماراتي".
وأشار رويران إلى أن طهران "لا ترغب بضرب هذا التقارب الذي بدأ منذ فترة بين البلدين".
لطالما اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، إيران، بتزويد الحوثيين بالأسلحة لاستهداف جيرانهم وإبقاء خصوم طهران في حالة فوضى. في المقابل، تنفي إيران تسليح الحوثيين، على الرغم من أنها أعربت عن دعمها لقضيتهم.
ويرى رويران أن "تحالف إيران مع جماعة أنصار الله محسوم سياسيا"، لكنه شدد على أن هناك "حرب معلنة ضد اليمن منذ 7 سنوات... وهناك أدلة كافية (لتفسير) رد الفعل اليمني".
يدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وقبل أسبوعين، تسبب هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي، بمقتل ثلاثة أشخاص، في أول استهداف للإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
وقبل أسبوع، أعلنت الإمارات اعتراض صاروخين بالستيين في أجوائها أطلقهما الحوثيون اليمنيون باتجاه العاصمة أبوظبي أيضا.
ولم تعلق إيران على أي هجمة من الهجمات الحوثية الثلاث التي تعرضت لها الإمارات.
وفي هذا الصدد، قال رويران إن "إيران بشكل أو بآخر تحاول أن تكون في نقطة وسطية، وهذا يستوجب أن تكون إيران بعيدة عن اتخاذ موقف (من الهجمات) بسبب علاقتها مع الإمارات".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News