الأخبار المهمة

الأربعاء 16 شباط 2022 - 11:33

الراعي من روما: لبنان مريض ويحتاج إلى مؤتمر أممي خاص

placeholder

اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن «لبنان مريض، وهناك حاجة إلى مؤتمر دولي خاص ببلادنا». وشدّد في تصريحات لمجموعة «أدنكرونوس» الإعلامية على وجوب مساعدته «على استعادة هويته كدولة ديمقراطية، تعترف بكل الحريات المدنية، متعدد الطوائف، منفتح على جميع دول الشرق والغرب، سلمي، وأرض لقاء وحوار». وأكد أن «هذه هي هوية لبنان، ولهذا السبب الطبيعي نحن بلد محايد، وبالتالي لا يمكن أن نكون جزءاً من مجموعات وحروب لأنه يجب أن يلعب دوره كأرض لقاء وحوار». وأردف: «لسوء الحظ، فقدنا هويتنا وانفصلنا عن العالم وينظر الجميع إلينا كدولة حرب».

وأشار الراعي إلى أنه «يمكن للسياسيين الإيطاليين، في إطار المجتمع الدولي، مساعدة بلادنا على استعادة هويتها وصحتها» وقال: «لبنان مريض ولا بد من علاجه، لذلك نحن بحاجة إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان تحت مظلة الأمم المتحدة. لذلك أخاطب المجتمع الدولي الذي يعتبر لبنان من أعضائه المؤسسين، ومن حقه أن يتمتع بمساعدته».

وشدد الراعي على وجوب تطبيق نص اتفاق الطائف «فهو غير قابل للتطبيق، على سبيل المثال في حل جميع الميليشيات. لا توجد سلطة سياسية مركزية في لبنان تتخذ القرار، كل فرد يفعل ما يشاء، من لديه سلاح، من لديه القوة والتأثير هو الذي يقرر»، موضحاً أن «اتفاق الطائف يجب أن يطبق نصاً وروحاً»، ولافتاً الى أن «النقطة الثانية هي تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 1559، 1680، 1701 بشأن السيادة الكاملة للبنان على الأراضي اللبنانية، من خلال الجيش اللبناني».

ونوه الراعي بأن «النقطة الثالثة، تكمن في أن لدينا مليوني لاجئ أمام 4 ملايين نسمة من السكان: نصف مليون لاجئ فلسطيني، 1.5 مليون سوري، عدا المواليد الجديدة البالغة 30 ألفاً وغير المسجلة كل عام».

وتساءل الراعي: «أي دولة يمكنها التعامل مع ما يعادل نصف سكانها من المهاجرين، فإن عليهم أن يعيشوا، يجدوا مدارس، لا يدفعون شيئاً، كونهم يعيشون على حساب اللبنانيين، لا يدفعون أي ضرائب، وكل ذلك على حساب لبنان. إن هؤلاء المهاجرين يحرمون أفواه اللبنانيين من كسرة الخبز، مما يدفعهم إلى الهجرة».

وأكد الراعي أن «لبنان يجب أن يكون محايداً لأن ذلك من صميم طبيعته، ولا يمكن أن يكون جزءاً من حروب، من مجموعات إرهابية هنا وهناك». وذكر أن «لبنان اليوم قد انفصل عن العالم بأسره، فعندما وقع الانفجار في المرفأ، ساعدت كل الدول اللبنانيين وليس الحكومة، لأننا غير معترف بنا في أي مكان، حتى كل دول الخليج انفصلت عن لبنان».

اجتماع البطاركة الكاثوليك

وكان الراعي قد شارك بعد وصوله الى روما مساء الاثنين، في اجتماع لبطاركة الشرق الكاثوليك، في مقر المعهد الماروني في روما، بحضور الكاردينال الامين العام لسينودس الاساقفة في الفاتيكان ماريو غريتش والامين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الاب خليل علوان، وتم البحث في إعداد المرحلة الثانية لسينودس الاساقفة للعام 2023 وهو بعنوان «الكنيسة السينودسية: شركة، مشاركة، رسالة». والمرحلة الثانية هي على مستوى القارات، باعتبار ان الكنائس الشرقية تشكل تجمعاً له خصوصياته على المستوى الكنسي.

والتقى الراعي امس عميد محكمة الروتا الرومانية المونسنيور أليخاندرو اريلانو شيديللو، يرافقه المدعي العام في المحكمة المرسل اللبناني الماروني الاب انطونيوس شويفاتي، وكان عرض للتعاون المشترك بين المحاكم الروحية.

بعد ذلك، استقبل الراعي وفداً من البرلمانيين والشيوخ الايطاليين الكاثوليك برئاسة النائب لورينزو تشيزا، ووضعوا امكاناتهم في خدمة الشؤون الانسانية الطارئة في لبنان. وكان بحث في سبل مواصلة دعم الشعب اللبناني الذي كان بدأ بعد انفجار مرفأ بيروت وتدهور الوضع الاقتصادي في لبنان خصوصا من خلال اتحاد الصيادلة الايطاليين.

واستمع الوفد من الراعي الى شرح مفصل عن الاوضاع في لبنان، مع تأكيده على «ضرورة دعم المجتمع الدولي للبنان خصوصا حيال الاستحقاقات الدستورية المقبلة وضرورة اجرائها في مواعيدها». كما تطرق الى «وجوب اعادة لبنان الى طبيعته الحيادية والتأكيد على نهائيتها في مؤتمر دولي يعيد تصويب الامور وسد الثغرات في الحياة السياسية اللبنانية في ظل انقطاع الحوار الصحيح والمجدي بين المسؤولين اللبنانيين».

وتحدث الراعي عن العلاقات التاريخية بين لبنان وإيطاليا والتي بدأت مع المعهد الماروني سنة 1584 الذي خرّج علماء كباراً جابوا صروح وجامعات ايطاليا واوروبا وحملوا بترجماتهم تراث الشرق الى الغرب وتراث الغرب الى الشرق. واشار الى ان الامير فخر الدين الثاني الكبير تعاون مع بطريركين من خريجي هذا المعهد للتواصل مع امراء وملوك ايطاليا من اجل التبادل التجاري والهندسي.

واستقبل البطريرك الماروني المونسنيور تومازو ستينيكو الذي كان اول من جمع مداخلات البابا يوحنا بولس الثاني بشأن لبنان في كتاب ترجمته الى العربية جامعة سيدة اللويزة، وقد شارك في اعداد قسم من كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة