التحري

الجمعة 25 شباط 2022 - 19:55

الغزو الروسي على أوكرانيا ومفاعيله الإقتصادية على لبنان: ارتفاع في أسعار المحروقات و تهديد "رغيف الفقراء"

placeholder

خاص-التحري

فرض الغزو الروسي على أوكرانيا نفسه كحدث عالمي، وغطى في لبنان على المآسي اللبنانية نفسها بعدما أصبح حديث الساعة. واللبنانيون إذ خبروا ويلات الحرب، وكانوا سبّاقين في تعاطفهم مع الشعب الأوكراني، يبدو أنهم لن يكونوا بمنأى من "تداعيات" تلك الحرب، ليس سياسياً وحسب، بل كذلك اقتصادياً، وأنهم هم أنفسهم بحاجة لمن يتعاطف معهم، سيما وأنه لم يكن ينقصهم أزمة رغيف، باتت تهدد جدياً بلاد الأرز والتي ترتكز في استيرادها للقمح على أوكرانيا بنسبة تصل إلى 80 بالمئة.

وليست "لقمة الفقير" في لبنان من حرب أوكرانيا، إذ يضاف إليها ارتفاع أسعار النفط عالمياً على وقع طبول الحرب. وما دقّ الولايات المتحدة ناقوس الخطر حول نشوء أزمة غذائية تحاصر الدول النامية ربطاً بارتفاع أسعار القمح، ما قد ينتج عنه "جوع أكثر شدة في أماكن مثل ليبيا واليمن ولبنان"، إلا دليل على أن لبنان على مشارف أزمة رغيف، طالما أن الأزمة الأوكرانية ذاهبة نحو المزيد من التعقيدات...

وعلى الرغم من أن السلطة اللبنانية أجبن من أن تأخذ موقفاً من تلقاء نفسها لدعم الشعوب، أو أن تصدر بيانات قد تحرجها أمام "الدب الروسي"، أصدرت الخارجية اللبنانية، بياناً دانت فيه "اجتياح الأراضي الأوكرانية"، داعية روسيا "إلى وقف العمليات العسكرية فوراً وسحب قواتها والعودة إلى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين ويساهم في تجنيب شعبي البلدين والقارّة الأوروبية والعالم مآسي الحروب ولوعتها".

وهذا الموقف الرسمي الذي قد يكلف الطبقة السياسية حرجاً مع الرئسي الروسي فلاديمير بوتين، لا يقدم ولا يؤخر في تأثير حربه على أوكرانيا، على أسعار النفط والخبز في لبنان...

أسعار النفط الى ارتفاع

وارتفعت أسعار النفط متجاوزة 100 دولار للبرميل لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من سبع سنوات، بعد أن شنت روسيا هجومها على أوكرانيا أمس الأول.
وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام، وهي أيضاً أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم. وفي حين تجاوز سعر النفط 105 دولارات للبرميل، وهناك مخاوف من أن تؤدي العقوبات على روسيا، إلى تقييد الإمدادات ورفع الأسعار في جميع أنحاء العالم.

وما يعمّق الأزمة، أن مجموعة "أوبك بلس" التي تشكل دول عربية عمودها الفقري ترفض زيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وسط توقعات باستمرار الأسعار في الارتفاع.

لبنانياً، تتأثر أسعار المحروقات بسعر برميل النفط العالمي، سيما بعد رفع الدعم عنها بالكامل، وبالتالي ستزداد الأعباء على المواطن اللبناني، ولن تزيده هذه الأزمة إلا فقراً وعوزاً.

هل يصبح الرغيف صعب المنال؟

وفي حال تمددت الأزمة الأوكرانية، هناك خوف حقيقي من "أزمة رغيف" في لبنان، جراء اعتماد بلاد الأرز على القمح الأوكراني بشكل أساسي في كمصدر للاستيراد. واستورد لبنان عام 2021 من أوكرانيا وحدها، نسبة نحو 80 في المئة من القمح.

ويعمّق الأزمة خسارة إهراءات القمح في مرفأ بيروت بفعل انفجار 4 آب 2020، ما أفقد لبنان القدرة على تخزين كميات مهولة من القمح لأشهر. ومع هذا، يمتلك لبنان اليوم مخزوناً يكفيه لنحو شهر ونصف الشهر.

لكن استمرار الحرب وتوسعها في أوكرانيا، قد يضطر الدولة اللبنانية للبحث عن بدائل، فيما تكون المشكلة قد أصبحت عالمية بما ان اوكرانيا من أبرز الدول المصدرة للقمح، ما يرفع أسعار القمح عالمياً، ويزيد من كلفة الاستيراد.
هذه الأحداث جميعها إن حصلت، ستعقّد بدورها مسألة تمويل استيراد القمح التي يوفرها مصرف لبنان بدولارات مدعومة، ما قد يهدد الرغيف، لقمة الفقراء في لبنان، ويهددهم بقوتهم اليومي!

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة