السبع يكشف خلفيّات التصعيد في أوكرانيا... ومخاوف من "حمام دم"

"ليبانون ديبايت"

تُنذِر الأزمة الأوكرانية بتحوّلات جديدة على صعيد المنطقة مع ما تُثيره من ‏مخاوف في أوروبا والعالم من أن يؤدّي التصعيد العسكري والتوترات الدائرة بين ‏موسكو وكييف من نشوب حرب مدمّرة تنتج عنها كارثة إنسانية. ‏

في هذا السياق، قال المُحلل السياسي نضال السبع في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت": ‏‏"يبدو من الواضح أن لا نيّة لدى الجانب الروسي لإحتلال أوكرانيا بمعنى ‏الاحتلال، لكن هناك قلق روسيا من تنامي الحالة النازية المتشدّدة داخل أوكرانيا". ‏

أضاف: "هناك أيضا قلق من الجانب الروسي من نشاط الناتو ونشاط الولايات ‏المتحدة، خاصة أن السفير الأميركي السابق لدى روسيا مايكل ماكفول عمل ‏بالمرحلة السابقة على تنمية الثورات الملوّنة، وحينما فشلت هذه الثورات بإحداث ‏تغيير داخل موسكو، يبدو أن الولايات المتحدة إنتقلت الآن الى الخطة رقم 2 ‏والمتمثّلة باتجاه الدفع إستنزاف موسكو من خلال أوكرانيا". ‏

ولفت إلى أنّه "ليس صحيحاً أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تفاجأ بأن ‏الغربيين لم يدعموه، عملياً هو يعلم بأنهم لن يفعلوا، ولكن الولايات المتحدة والناتو ‏يعملان على أمر واحد وهو تحويل أوكرانيا الى منطقة لاستنزاف موسكو من خلال ‏إدخال الأسلحة النوعية، وبالتالي إشغال موسكو لفترة طويلة بحروب مع الأوكران ‏وما يثير قلق موسكو إرسال تنظيمات متطرّفة كتلك الموجودة في إدلب، والجانب ‏الروسي لا يستغرب إذا تم نقل هكذا تنظيمات كما حصل في لببيا وأرمينيا في إقليم ‏كاراباخ".‏

ومضى قائلًا: "الروس الآن أمام 48 إلى 72 ساعة من المفترض أن يحكموا ‏السيطرة على العاصمة كييف ومن ثم التفاهم مع الجيش الأوكراني"، مُحذّرا من أنه ‏‏"في حال أخفق الروسي بهذا المخطّط، وكل حديثهم (الأميركان والأوكران) عن ‏موضوع التفاوض هو إشغال الروس من أجل كسب المزيد من الوقت ويدخلوا ‏الأسلحة عبر بولندا". ‏

‏وإعتبر السبع أنّ "هذه المفاوضات لن تُفضي إلى أي نتيجة"، مشيرًا إلى أنّ ‏‏"روسيا قدّمت رسائل منذ بدء العملية العسكرية: ‏

"رسالة سلمية ونيّة للتفاوض والحلّ السياسي ولكن هذا الأمر لم يلقَ آذاناً عند ‏الناتو. ‏
عملية عسكرية بالحديد والنار لفرض حكومة في كييف والتفاهم مع الجيش ‏وإبعاد الخطر الذي تتعرّض له موسكو.‏
القبول بمبدأ التفاوض وعدم إغلاق الباب. ‏
عندما يحضّر بموضوع النووي فهو يقول للغرب إذا صعّدتم أكثر سنذهب الى ‏التصعيد أكثر". ‏

الأزمة مفتوحة في أوكرانيا، وفقاً للسبع الذي توقّع أنّه "إذا كُسِرَت موسكو وهنا ‏الخطورة، سنرى ردّة في العالم العربي وعلى المستوى الدولي، إضافة الى تجديد ‏ما يُطلق عليه "الربيع العربي"، دعم المتطرفين وحالات إدلب وإعادة إسقاط ‏الأنظمة وإدخال العالم العربي ببحر جديد من الدم". ‏