مريم مجدولين اللحام - التحري
في دائرة انتخابية تتواجد فيها تقريًبا كامل أحزاب السلطة من دون استثناء، من الطبيعي أن تكون المعركة الانتخابية في أيار القادم محتدمة.
هذا وتتوزع ترشيحات السلطة في دائرة البقاع الغربي وراشيا بين لائحتين، الأولى وقد أصبحت شبه مكتملة يشكلّها الثنائي الشيعي بمرشحه قبلان قبلان بالتحالف مع حسن عبد الرحيم مراد عن المقعد السني وطارق الداوود عن المقعد الدرزي، فيما تستكمل المساعي لضم ايلي الفرزلي عن المقعد الاورثودكسي وشربل مارون مرشح التيار الوطني الحر عن المقعد الماروني وهي لائحة يصفها المراقبون بلائحة "الهمروجة" التي لم تتوان عن تسخيف وتقزيم شعار "البناء والحماية" إلى أدنى درجة يمكن التقزيم فيها حيث لا بناء ولا حماية ولا واقعية في الطروحات.
أمّا لائحة السلطة الثانية فهي لائحة "لملمة الشتات" يحاول جاهدًا تشكيلها النائب محمد القرعاوي الذي اختار السير " بعكس التيار" بعد عزوف الحريري، مع النائب وائل أبو فاعور، و المفاوضات جارية لآلية ضم القوات اللبنانية المرفوضة من الشارع السني..
وليس من المبالغة القول، على ضوء ما تردّده بروباغندا تلك الأحزاب الهالكة هذه الأيام، أن إئتلاف "سهلنا والجبل" يتقدّم في مواجهة العفن السياسي للأحزاب التقليدية مجتمعة. وهي مواجهة نقية موحّدة تفرض خياراً جدّياً وواضحاً للمعارضة والقوى التغييرية.
هذا الإئتلاف الذي يحظى بشبه إجماع من كامل المجموعات التغييرية المركزية أو تلك المتواجدة في المنطقة، تتكثّف فيه المساعي لتشكيل لائحته "الواحدة والموحّدة" بوقتٍ قريب.
كما ليس من المبالغة القول أن لائحتي السلطة (بشقيها المتخاذلين) ينهلان مفرداتهما من قاموسٍ واحد، سواء لجهة تبرير فشلهما في ادارة الدولة "بسبب العرقلة" دائماً، أو لجهة تسويغ فقر التشريع والانماء والالتفات لحقوق الشعب اللبناني سبق قصدٍ وترصّد، ناهيك باستخدام الذرائع التضليلية ذاتها، وسرد المزاعم المكشوفة نفسها، لمنح مرشحيهما قدراً ما من المشروعية وتناسي أنه بسببهم مجتمعين أو متفرقين وصلت الأحوال في المناطق المندرجة تحت دائرة البقاع الغربي وراشيا إلى ما وصلت إليه من إهمال وتهميش و"تعتير"!
وبجولة على أسماء المرشحين عن القوى التغييرية، فقد أصبح واضحًا ترشيح ياسين ياسين عن أحد المقعدين السنيين مع العلم أن هناك أسماء أخرى مطروحة قيد التداول والحسم، بهاء دلال عن المقعد الدرزي، سالي شامية عن مقعد الروم الأورثودوكس، فيما يُطرح بقوة عن المقعد الشيعي اسم حاتم الخشن الذي يلقى أصداء ايجابية من الشارع التغييري والأستاذة ضياء حمود التي يتوافق على طرحها أيضاً العديد من التغييريين، أما المقعد الماروني فهو أيضاً قيد التداول وسيٌحسم تشاركياً في وقت قريب.
بعيدًا عن الأسماء، ما يميز هذا الإئتلاف التغييري هو وضوح رؤيته ومشروعه السياسي الجدّي وأنه متماسك الخطى والخطوط ويمثل مطالب الناس وقريب من أوجاعهم فيما لا يتوقف التماثل بين خطابي لائحتي السلطة، المتسلّط المتغطرس، المتحدث ببلاغة القوة الفائضة، وإنما يتماهى معه إلى التطابق في شيطنة التغييريين بالرغم من أن اللائحتين منفصلتين في التوجه إنما متطابقتين في تبرير الفشل وإطلاق الوعود "المعهودة".
مع هذه المشهدية، هل سوف تسطيع القوى التغييرية تحقيق الآمال المعقودة عليها وتكريس معادلة جديدة؟ وهل يتكاتف الأهالي لقول "حان وقت المحاسبة؟"
يبقى طبعًا صوت الناخب في البقاع الغربي وراشيا هو القرار!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News