"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
إنه زمن الإنتخابات بإمتياز، ولا صوت يعلو فوق صوت المصلحة الإنتخابية، ومن أجل الفوز، تُجمَّد كل المبادئ والشعارات، وتُرَحَّل المعارك السياسية إلى ما بعد إقفال صناديق الإقتراع، وعودة كل فريق مجدّداً إلى الإصطفافات السابقة، وإلى رفع الشعارات الشعبوية، حتى ولو استهدفت شريك اللائحة الإنتخابية.
وهذا ما ينطبق اليوم، وبحسب مصدر سياسي مواكب لمجريات العملية الإنتخابية، على عملية تركيب اللوائح بين خصوم الأمس وشركاء اليوم، وبشكل خاص "المودّة" المفاجئة التي تظهّرت ما بين حليفي "حزب الله" حركة أمل" و"التيار الوطني الحر"، والتي كان سبق ومهّدت لها قيادات الطرفين، ولكن من دون أن ينسحب هذا التقارب على القواعد الشعبية، التي ما زالت تبدي اعتراضاً على كل ما شاب العلاقة بين الطرفين في المرحلة الماضية.
وإذ أكد المصدر نفسه، بأن التفاهمات التي تحصل بين القيادات لا تنسحب على القواعد، أشار إلى أن ما هو حاصل اليوم من تقارب، لا يعدو كونه هدنة مؤقتة بين "التيار" و"الحركة"، بحيث تراجع منسوب التوتّر بين الطرفين اللدودين، بعدما نجح "حزب الله" في إرساء هذه الهدنة الإنتخابية بامتياز، في محاولة منه لدعم الحلفاء، وهو ما كان قد وعد به أمينه العام السيد حسن نصرالله، عندما أعلن أن معركته هي في إنجاح حلفائه في هذا الإستحقاق.
وبالتالي، فالمعركة مصيرية، كما يكشف المصدر، لأن المواجهة الإنتخابية غير مسبوقة من حيث التحدّيات المشتركة لدى الطرفين، ذلك أن أي احتكاك أو خلل أو إرباك بين "التيار الوطني" من جهة، و"الثنائي الشيعي" من جهة أخرى، سيُترجَم بشكل سلبي على صعيد صناديق الإقتراع، وهذا ما أبلغه المسؤولون الحزبيون للمحازبين والأنصار الذين تلقّوا كلمة سرّ مفادها "ترحيل كل الخلافات والتشنّجات إلى السادس عشر من أيار المقبل،، ذلك أن المعركة ليست سهلة ولن تكون كسابقاتها، والمفاجآت واردة عبر الخرق الذي قد يحصل ويترّقبه الجميع، ولذا، فإن الإشتباك السياسي السابق مؤجّل في الزمن الإنتخابب حتى إشعار آخر.
ولكن المصدر نفسه يستدرك في هذا الإطار، كاشفاً عن مناكفات تُسجّل رغم التفاهمات وتعود إلى طريقة تشكيل اللوائح الإنتخابية، حيث صراع النفوذ السياسي يبقى حاضراً وبقوة في بعض الدوائر، وعلى وجه الخصوص اليوم في دائرة بعبدا.
ومن هنا، فإن التحدّيات ليست قليلة أمام حليفي الحزب اللدودين، ولكن الوساطة تبقى ناشطة من خلال وسطاء مكلّفين بمتابعة مسار التعاون الإنتخابي، ومستنفرين من قبل الحزب من أجل التدخّل ومعالجة أي تباين قد ينشأ في لحظةٍ معينة على خلفيات الملفات السياسية الجدلية المفتوحة على الساحة الداخلية، والإبقاء على الهدنة الإنتخابية قائمة حتى حلول موعد إقفال الصناديق مساء 15 أيار المقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News