بعدما عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مقابلة مع قناة "أن بي سي" الأربعاء عن عدم تفاؤله بالتوصّل إلى إتفاق في فيينا في شأن البرنامج النووي الإيراني، رغم كلّ الجهود المبذولة، محذّراً من أن الوقت أصبح ضيّقاً بالنسبة إلى الإتفاق النووي، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أمام الكونغرس أنّه يُعارض شطب "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني من "لائحة الإرهاب" الأميركية، وهو أحد شروط طهران للعودة إلى الإتفاق النووي لعام 2015.
وقال ميلي: "برأيي الشخصي، أعتقد أن "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ولا أُؤيّد شطبه من لائحة المنظمات الإرهابية". وحرص الجنرال الأميركي على التوضيح أن هذا رأيه الشخصي فقط، وأنه يُعبّر عنه علناً لأنّه كعسكري عليه أن يلتزم الإجابة عن الأسئلة التي يوجّهها إليه المشرّعون الأميركيون.
وأضاف أن "الأمر مختلف بالنسبة إلى السياسيين"، وقد رفض وزير الدفاع لويد أوستن أن يُجيب عن هذا السؤال، وقال: "لن أُعلّق على المفاوضات الجارية أو الرأي الذي سأُقدّمه للرئيس". وبإشارته تحديداً إلى "فيلق القدس" وليس إلى "الحرس الثوري" ككلّ، ربّما يكون رئيس الأركان الأميركي يُعطي مؤشّراً إلى "حلّ وسط" محتمل يُمكن اعتماده.
وعلى خطّ آخر تلعب فيه الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة دوراً فاعلاً عبر ميليشيا الحوثي المدعومة منها، سلّم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي صلاحيّاته إلى مجلس قيادة رئاسي، في مسعى لتوحيد الصفوف تمهيداً لتكليفه التفاوض مع الحوثيين لإنهاء النزاع الدموي المتواصل منذ أكثر من 7 سنوات.
وقال هادي المُقيم في الرياض خلال خطاب بث على التلفزيون: "ينشأ بموجب هذا الإعلان مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهام المرحلة الإنتقالية، وأُفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليّتها التنفيذية".
ويتألّف المجلس الرئاسي من 8 أعضاء وهو برئاسة الوزير السابق ومستشار الرئيس اليمني رشاد العليمي. ويتسلّم المجلس، بالإضافة إلى صلاحيات الرئيس، صلاحيات نائب الرئيس بعدما أعفى هادي أيضاً نائبه علي محسن الأحمر من منصبه.
وأوضح هادي أنّ مجلس القيادة الرئاسي الجديد مكلّف بـ"التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس الى طاولة المفاوضات للتوصّل إلى حلّ سياسي نهائي وشامل يتضمّن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
ويأتي الإعلان في ختام مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، في غياب الحوثيين الذين رفضوا إجراء حوار في السعودية، في قرار رأى مراقبون أنّه مرتبط بغياب "الضوء الأخضر" الإيراني لذلك.
وفي إطار ترحيبها بالإعلان، شدّدت السعودية في بيان على "دعمها الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تنفيذ سياسات ومبادرات فعّالة من شأنها تحقيق الأمن والإستقرار في الجمهورية اليمنية وإنهاء الأزمة اليمنية".
كما أعلنت تقديم "دعم عاجل" للاقتصاد اليمني بقيمة 3 مليارات دولار، تتضمّن مليارَيْ دولار مناصفة بينها وبين الإمارات دعماً للبنك المركزي اليمني، بينما اعتبر الحوثيّون على لسان المتحدّث باسمهم محمد عبد السلام على "تويتر" أنّ قرار إنشاء المجلس "محاولة يائسة لإعادة ترتيب صفوف المرتزقة للدفع بهم نحو مزيد من التصعيد".
من جانبها، دعت القوى اليمنية المجتمعة في الرياض في البيان الختامي لمشاوراتها، مجلس القيادة الرئاسي، للتفاوض مع الحوثيين. وقال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك سعيد الذي تلا البيان: "ندعو مجلس القيادة الرئاسي لبدء التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التوصّل إلى حلّ سياسي نهائي وشامل".
من جانبه، استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بحسب وكالة الأنباء السعودية. وأعرب ولي العهد عن تطلّعه "في أن يُسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن تنقله من الحرب إلى السلام والتنمية".
كما أكّد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف "دعم مجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه". كذلك، أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بياناً مماثلاً. وفي باريس، رأت وزارة الخارجية أن "هذه خطوة مهمّة نحو استعادة الدولة التي تخدم جميع اليمنيين والمنخرطة في العملية السياسية".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News