الأخبار المهمة

الخميس 21 نيسان 2022 - 12:43

أوروبا: التاريخ لن ينسى "جرائم الحرب" في أوكرانيا

placeholder

"في بورودينكا، كما في بوتشا وعدّة مدن أوكرانية أخرى، لن ينسى التاريخ جرائم الحرب التي ارتُكبت هنا... لا سلام بلا عدالة"، هذا ما كتبه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي زار بورودينكا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف أمس، في تغريدة على "تويتر" أرفقها بصورته وهو يُعانق إمرأة، في مشهدية تحاكي احتضان الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا وشعبها، فيما شدّد ميشال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف لاحقاً على أنّ الاتحاد الأوروبي سيفعل كلّ ما في وسعه لمساعدة أوكرانيا على "الإنتصار في الحرب" ضدّ روسيا.

وقال ميشال: "لستم وحدكم، نحن معكم وسنفعل كلّ ما في وسعنا لدعمكم ولضمان انتصار أوكرانيا في الحرب"، وأشار إلى أنه "معجب جدّاً بالقيادة الشخصية" لزيلينسكي والتي تُظهر "شجاعة الشعب الأوكراني"، مؤكداً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن ينجح في تدمير سيادة أوكرانيا ولا في تقسيم الاتحاد الأوروبي". كما رحّب بقدرة الدول الـ27 على "اتخاذ القرارات معاً، بالإجماع" في شأن فرض "عقوبات موجعة" على "نظام بوتين"، متعهّداً استهداف صادرات النفط والغاز الروسية قريباً، تجاوباً مع مطلب زيلينسكي الذي أكد أنّ انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي "أولوية".

وفي المقابل، تعهد بوتين بأنّ موسكو ستضمن إحلال السلام واستئناف الحياة الطبيعية في منطقة دونباس، في وقت أرسل فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالتَيْن منفصلتَيْن إلى الرئيسَيْن الروسي والأوكراني طالباً فيهما منهما استقباله في كلّ من موسكو وكييف، على ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، الذي أوضح أنّه "في هذا الوقت الذي ينطوي على أخطار كبيرة من حيث العواقب، يرغب (الأمين العام) في مناقشة إجراءات عاجلة لإحلال السلام في أوكرانيا ومستقبل التعدّدية المبنية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

ميدانيّاً، كشفت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أنّ خطّة "الممرّ الإنساني" لإجلاء المدنيين من ميناء ماريوبول الإستراتيجي المحاصر في جنوب شرق أوكرانيا "لم تنجح"، متّهمةً الروس بخرق وقف إطلاق النار وقطع الطريق أمام الحافلات. وبعد نحو شهرَيْن من الحصار، يبدو أن ماريوبول على وشك السقوط بأيدي الروس الذين يُكثفون هجومهم على شرق وجنوب البلاد، حيث ذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجيش الروسي "يُركّز الجزء الأكبر من جهوده على السيطرة على مدينة ماريوبول ومواصلة محاولاته الهجومية بالقرب من مصنع "آزوفستال" للصلب".

وفي السياق، كتب سيرغي فولينا من "اللواء 36" في البحرية على "فيسبوك" ليل الثلثاء - الأربعاء: "نعيش ربّما آخر أيامنا، بل آخر ساعاتنا"، وتابع: "عديد العدو أكبر من عددنا بعشر مرّات. نُناشد كلّ قادة العالم ونرجوهم مساعدتنا. نطلب منهم استخدام إجراءات الإنتشال ونقلنا إلى أراضي دولة ثالثة"، في حين كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن روسيا عزّزت وجودها العسكري في شرق وجنوب أوكرانيا وتنشر حاليّاً ما مجموعه 76 كتيبة، في وقت فرّ فيه أكثر من 5 ملايين أوكراني من بلدهم منذ بدء الغزو الروسي، بينما عاد 1.1 مليون أوكراني إلى وطنهم.

وفي الغضون، أعلن الجيش الروسي أنّه أجرى أوّل تجربة ناجحة على صاروخ باليستي عابر للقارّات من طراز "سارمات"، وهو سلاح من جيل جديد ومداه بعيد جدّاً ووصفه بوتين بأنّه "سلاح فريد سيُعزّز القدرة العسكرية لقوّاتنا المسلّحة، وسيضمن أمن روسيا في مواجهة التهديدات الخارجية، وسيدفع أولئك الذين يُحاولون تهديد بلدنا بخطاب متفلّت وعدواني إلى التفكير مرّتَيْن". ووفق بوتين، فإنّ الجيل الخامس من الصاروخ الباليستي الثقيل العابر للقارات "سارمات" قادر على "التفوّق على كافة الأنظمة الحديثة المضادّة للطائرات"، بينما أكّدت وزارة الدفاع الأميركية أنّ التجربة الروسية لا تُشكّل تهديداً للولايات المتحدة أو حلفائها.

وفي هذا الصدد، أوضح المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين أنّ موسكو "أخطرت بشكل صحيح" واشنطن بهذه التجربة وذلك بموجب التزاماتها وفقاً للمعاهدة النووية و"لم تكن عملية الإطلاق مفاجئة"، لافتاً في سياق آخر إلى أنّ أوكرانيا تسلّمت قطع غيار لسلاحها الجوّي وليس مقاتلات كاملة كما كان قد أعلن خطأ الثلثاء، في وقت كشفت فيه وسائل إعلام أميركية أن واشنطن بصدد الموافقة على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار، بعد أقلّ من أسبوع من الإعلان عن حزمة مماثلة وبالقيمة نفسها. بالتزامن، تبرّعت النروج بقاذفات "ميسترال" مع نحو 100 صاروخ مضادة للطائرات من تصميم فرنسي لأوكرانيا.

توازياً، اتّهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو دولاً أعضاء في "حلف شمال الأطلسي"، لم يُسمّها، بالرغبة في إطالة أمد الحرب في أوكرانيا من أجل "إضعاف روسيا"، في حين اجتمع وزراء مال وحكام البنوك المركزية في دول "مجموعة العشرين" على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وظهروا مشتّتين حول الموقف الذي يجب تبنّيه تجاه روسيا، فيما ظلّلت الحرب ضدّ أوكرانيا القضايا الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال مثل إعادة هيكلة ديون البلدان الفقيرة والأمن الغذائي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة