"ليبانون ديبايت"
في زمن رسم الخرائط في المنطقة والحديث عن تسويات سياسية قد تدفع باتجاه تعديل دستور الطائف، يرتدي الإستحقاق الإنتخابي النيابي المقبل أكثر من طابع سياسي ومالي واقتصادي، وحتى أمني، ولكن لا يختلف إثنان على أن العنوان الأول هو تحديد هوية ومصير الدولة اللبنانية في لحظةٍ إقليمية بالغة الدقة والخطورة، خصوصاً وأن ما ينتظر الساحة المحلية من استحقاقات دستورية مقبلة، من تشكيل حكومة إلى انتخابات رئاسية، لن يسلك طريقه نحو التنفيذ وفق اتفاق الطائف، إلاّ إذا أتت هذه الإنتخابات على قدر التوقّعات بالتغيير بالمستوى المطلوب للخروج من جهنّم الإنهيار.
ووفق الوزير والنائب السابق إدمون رزق، فإن اتفاق الطائف لم يُنفذ نصاً وروحاً، والأولوية اليوم من خلال الإنتخابات ،هي لاستبدال الطاقم القائم بدون استثناء أحد من القمة إلى القاعدة، لأن التجديد والتمديد للفشل هو جريمة بحق الوطن، وعلى من فَشِل أن يتوارى وليس أن يستمر.
وقال النائب والوزير السابق رزق لـ "ليبانون ديبايت": هناك واجب ضميري وتاريخي يفرض على كلّ من ليس مؤهلاً لأن يحكم، أن يتوارى وينكفىء، وأعتقد أن الفشل أصبح عنواناً تاريخياً للمرحلة التي نمرّ بها."
وأكد أن أبرز ما ينتظره اللبنانيون في الدرجة الأولى، والمجتمع الدولي والعربي بالدرجة الثانية، هو أن تحمل هذه الإنتخابات النيابية التغيير الشامل في السلطة، بعدما بات الفشل هو الصفة العامة لكل المسؤولين من القمة إلى القاعدة، مشدّداً على وجوب قيام مبادرة شعبية تستعيد الكرامة الوطنية، وتعيد إلى الوطن الأمل بالمستقبل.
كذلك اعتبر رزق، أن يوم الإنتخاب، يجب أن يتحول مناسبةً وسبيلاً إلى التغييرالشامل، وليس إلى مكافأة الفشل، بل لمحاسبة الفاشلين وإعادة تكوين المؤسّسات الديمقراطية إنطلاقاً من تنفيذ دقيق للدستور والقوانين. ورأى أن المطلوب صحوة وطنية عامة تعيد لبنان إلى منظومة الدول الحرّة، لأن لبنان هو اليوم هو خارج منظومة الحرية في العالم.
وشدد رزق على أن المطلوب "محاسبة وعقاباً"، وأن تكون الإنتخابات عقابية على الفشل والإساءة، لأن هناك مبدأ في القانون، يقول إن الخطأ الجسيم يعادل سوء النيّة، وهناك اليوم تراكم مركّب من الأخطاء الجسيمة وسوء النيّة والمشاريع المشبوهة، وكأن لبنان محكومُ من أعدائه، وليس من أهله، ولذا فالمطلوب أن تحمل الإنتخابات التغيير، ليستعيد لبنان الأمل بالغد، لأنها بمثابة الفرصة التاريخية للتغيير والإنقاذ، مع العلم أنه من المعروف وعبر التاريخ، أن "كلّ قومٍ هم مالكو نيرونهم"، وخلاص الشعوب يكون بيدها لا بـ "زجر الطير"، موضحاً أنه ما كان يقوم به البعض في الماضي قبل الإقدام على أي خطوة، إذ يرمون الطير في الهواء ، فإذا طار نحو اليمين يتفاءلون، وإذا طار نحو الشمال يتشاءمون، لذا، فالمطلوب من الناخبين اليوم، إحكام الفكر،لا زجر الطير.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News