ماذا ينتظر القطاع الإستشفائي؟

"ليبانون ديبايت"

لم تُؤثّر نتائج الإنتخابات النيابيّة على مصير الكثير من مرضى السرطان الذين توفّوا بعد أنْ إنتظروا جلسات علاج لم يتأمَّن لها الدواء الذي فُقِد منذ أشهر ليس بسبب عدم توافرها عالمياً بل بسبب أسوأ نظام سياسي مالي في العالم أتقن قتل مواطنيه بكل ما أُتيح له من وسائل.

وعطفاً على الأزمات المُتتالية في القطاع الطبي والإستشفائي يدقُّ أصحاب المستشفيات والأطباء والعاملون في القطاع الصحي ناقوس الخطر ويُعلنون الإضراب ليومَيْن وتنفيذ إعتصام أمام المصرف المركزي بعد التلكؤ في صرف أموال المستشفيات من قِبل المصارف والذي بات يُهدِّد استمرارية المستشفيات في القيام بواجباتها.

ويُؤكّد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون لـ "ليبانون ديبايت"، أنّ الإضراب يأتي على خلفيّة عدم قدرة المُستشفيات على تأمين الدواء والمستلزمات وأجور الموظفين بسبب تمنّع المصارف عن اعطاء المستشفيات أموالها .

ويشرح بأنّ "المستوردين لا يُسلمو الدواء إلّا بالدفع النقدي، كما أنّ المصارف لاتدفع أجور العمال والموظفين إلّا إذا أمّنت المستشفى قيمة الأجور "كاش" إلى المصرف"، ويُؤكّد أننا أمام أزمة سيولة خانقة بالعملتَين اللبنانية والدولار".

ويشرح أسباب الأزمة حيث أنّ "الجهات الضامنة والضمان الصحي يُحوّل الأموال إلى المستشفيات بيشكات إلى المصارف وهذه المصارف لا تفرج للمستشفيات عن هذه الاموال ، ولم تسفر الاتصالات والمراجعات للوزراء والمعنيين عن أيّ حل ممّا دفع إلى إعلان الإضراب وعدم إستقبال الحالات المرضية باستثناء الحالات الطارئة ومرضى غسيل الكلي والأمراض السرطانية.

وهَل من المُتوّقع أنْ يؤدّي الإضراب إلى نتيجة إيجابية، لا يَستطيع تأكيد ذلك "لكنهم مضطرون لرفع الصوت لأن الأمور لم تعد تُحتمل".

وماذا عن الأدويّة السرطانية هل لا زالت أزمة تامين الدواء مُستمرّة؟ يُجيب بأن "الأمور لا زالت على حالها"، ويكشف أنّ "الكثير من مرضى السرطان الذين توقفت جلسات علاجهم توفوا، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد المتوفين بسبب عدم حصولهم على العلاج".

وعن تغطية الضمان للمرضى يَلفت إلى أنّها "أصبحت بحدود 30 إلى 35% لأن الضمان لا يزال يحتسب الدولار على 1500 ليرة لبنانية، حتى الدواء الذي تمّ رفع الدعم عنه وكذلك المستلزمات الطبية".

ويشدِّد على أنّ "المُستشفيات تُكافح من أجل الإستمرار بعملها في ظلّ ظروف صعبة جداً، وما الإضراب إلّا بإتجاه إيجاد الحلول للأزمة لأنّ الوضع لم يَعُد يُحتمل".