النفاق السياسي لجعجع وباسيل!

ينتهج رئيسا أكبر حزبين مسيحيين في لبنان، لعبة المزايدة السياسية من خلال معارضتهما الكبيرة لإعادة انتخاب الرئيس نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي لدورة أخرى.

إلا أن الرجلين الأقوى على الساحة المسيحية، يعلمان تماماً أن لا قدرة لأي نائب شيعي من النواب الـ 27 على الترشح الى هذا المنصب في ظل وجود بري ودعم حزب الله له.

وهنا تحديداً يكمن النفاق السياسي لكل من جعجع وباسيل، الذين كانا يملكان الفرصة لتقوية مواقفهما ضد بري عبر ترشيح أو دعم مرشحين شيعة مستقلين في الدوائر التي يسيطران عليها تمثيلياً، وتأمين الفوز لهم للمنافسة على منصب رئيس مجلس النواب.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان بإمكان جعجع ترشيح أو دعم مرشح شيعي مستقل في دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) وتأمين الفوز له عبر تقسيم الأصوات التفضيلية بينه وبين المرشح المسيحي على لائحته، وما يدلّ على ذلك هو حصول مرشح القوات على 14756 صوت، في حين أن النائب فادي علامة في اللائحة المنافسة للائحة القوات حصل على 4662 صوت.

وهذا ما ينطق على باسيل والتيار الوطني الحر، الذين كانا بإمكانهما ترشيح شيعي مستقل في دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان) وتأمين الفوز له، بحيث أن مرشح التيار في هذه الدائرة حصل على 11338 صوت في حين أن المرشح الشيعي حصل على 9508 أصوات، وهذا ما يثبت قدرة التيار على تأمين الفوز لمرشح شيعي مستقل والمنافسة به على منصب رئيس مجلس النواب.