الأخبار المهمة

placeholder

الحرة
الأربعاء 08 حزيران 2022 - 19:32 الحرة
placeholder

الحرة

الغزو الروسي.. كيف تحول "الهجوم الخاطف" إلى حرب استنزاف؟

placeholder

بعد أكثر من 100 يوم من الغزو الروسي لأوكرانيا، شهد العالم تغيرت في مجرى أحداثه، وخصوصا الاقتصادية منها، ومع بداية الحرب كانت التوقعات تشير إلى "نجاح سريع للعملية العسكرية الروسية"، لكن لماذا لم يحدث ذلك؟

أسباب استراتيجية
يري الخبير المختص في الشأن الروسي، نبيل رشوان، أن ما يحدث الآن هو حرب متكاملة الأركان وليس عملية عسكرية خاصة كما تسميها روسيا.

وأشار في تصريحات لموقع "الحرة" إلى أن طول أمد الحرب، وعدم قدرة روسيا على حسم المعركة بعد مرور أكثر من 100 يوم، جاء لعدة أسباب استراتيجية ساعدت أوكرانيا على صد الهجوم الروسي.

وعن تلك الأسباب يقول رشوان: "القوات الروسية تواجدت خارج حدود أوكرانيا لسنوات طويلة، والغرب آمد أوكرانيا بالعتاد والسلاح بشكل مستمر لأكثر من 3 أشهر منذ بدء الحرب في 24 فبراير".

وهذا ما جعل أوكرانيا تقاوم، وأفشل خطط روسيا في "تحقق النجاح المتوقع في بداية الحرب"، على حد قول الخبير المختص بالشأن الروسي.

واتفق معه الخبير بمركز تريندز للبحوث والاستشارات في الإمارات، يسري العزباوي، الذي قال إن هناك جملة من الأسباب التي أدت إلى استمرار الحرب وعدم قدرة روسيا على حسمها سريعا.

وسرد العزباوي في حديثه لموقع "الحرة" تلك الأسباب قائلا: "هناك دعم غربي منقطع النظير إلى أوكرانيا، وهناك تنسيق مخابراتي لمواجهة الغزو الروسي، وكذلك انضمام عدد من الخبراء العسكريين من دول غربية للحرب بجانب الأوكران تحت اسم متطوعين دوليين".

وأشار الخبير بمركز تريندز إلى سلاح العقوبات الأميركية الأوروبية، وقال عنه إنه "رفع الروح المعنوية لدي الأوكرانيين الذين شعروا أنهم لا يخوضوا الحرب منفردين".

واتفق مع الرأيين السابقين، الخبير العسكري والاستراتيجي وكيل جهاز المخابرات الحربية المصرية الأسبق، اللواء محمود زاهر، الذي قال إن "الدعم الغربي لأوكرانيا، مكن قواتها من صد الهجوم الروسي في عدة مناطق بالبلاد".

ويعتقد رشوان أن "معلومات استخباراتية وتقارير خاطئة قد وصلت للقيادة الروسية قبل الحرب"، ومفادها أن الشعب الأوكراني سوف يستقبل القوات الروسية بالترحاب، لكن هذا لم يحدث على أرض الواقع.



كما اتفق معه العزباوي الذي أكد أن "المبالغات والتقديرات العسكرية الخاطئة من الروس والتي كان تقدر أن الحرب لن تستغرق وقتا طويلا"، تسببت في عدم حسم المعركة.

الإدارة الشعبية كانت كلمة السر في الصمود الأوكراني أمام الغزو الروسي
مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية في عمّان، غازي فيصل حسين، يؤكد أن الإدارة الشعبية كانت كلمة السر في الصمود الأوكراني أمام الغزو الروسي.

وقال في تصريحات لموقع "الحرة"، أن العدوان العسكري الروسي فشل في كسر إرادة الشعب الأوكراني في الدفاع عن حريته واستقلاله وسيادته.

وأشار إلى الشعب الأوكراني رفض الخضوع للنظام الروسي الذي عانت منه أوكرانيا وعدد من دول المنطقة تحت مظلة الاتحاد السوفيتي السابق، والذي وصفه بـ"النظام الشمولي الاستبدادي الذي تفكك عام ١٩٩٢"، على حد تعبيره.

تلك الوقائع تطرح سؤالا جديدا، هل استطاعت روسيا تحقيق أهدافها "الاستراتيجية من الحرب ضد أوكرانيا"؟

استراتيجية "قضم الأراضي"
يجيب عن ذلك السؤال، مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة، محمد حامد، الذي يرى أن روسيا لم تنجح في تحقيق أهدافها العسكرية المرجوة في بداية الحرب، فلجأت إلى تغيير استراتيجي.

وقال في تصريحات لموقع "الحرة"، إن الاستراتيجية الروسية في البداية كانت تهدف إلى إسقاط كييف وإجبار الحكومة الأوكرانية على الدوران في "فلك موسكو" والابتعاد عن الناتو، لكن روسيا اصطدمت بدعم غربي قوي لأوكرانيا.

وأشار إلى أن استراتيجية موسكو اتجهت نحو "قضم المزيد من الأراضي" في شرق أوكرانيا وجنوبها.

وتابع: "قبل الحرب كانت روسيا تسيطرعلى 34 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، والآن فهي تحتل 125 ألف كيلومتر، وتحاول زيادة هذه المساحة من خلال احتلال كامل دونباس وخيرسون".

روسيا لجأت إلى "استراتيجية تهدف لإطالة أمد الحرب"
اللواء محمود زاهر، يرى أن روسيا لجأت إلى "استراتيجية تهدف لإطالة أمد الحرب، بهدف تشكيل نظام عالمي جديد"، على حد تعبيره.

وأعتبر أن روسيا تخوض حاليا "حرب استنزاف طويلة الأمد"، ليست ضد أوكرانيا فقط لكن ضد حلف الناتو والدول الأوروبية بأكملها.

وقال إن القوات الروسية نجحت في تدمير قطاع واسع من البنية التحتية الأوكرانية، لكنها لا تسعى لإسقاط الحكومة الأوكرانية في الوقت الحالي.

لكن على جانب آخر، يؤكد نبيل رشوان أن لطول أمد الحرب تداعيات سلبية كبيرة على روسيا "عسكريا واقتصاديا".

وقال إن روسيا تعاني من مشكلة ديموغرافية، وقواتها ليست مدربة تدريبا كافيا، بسبب اهتمام موسكو بتطوير قدراتها السيبرانية والنووية على حساب التسليح التقليدي المتمثل في أسلحة المشاة والمدفعية والمدرعات.

واستشهد الباحث المتخصص في الشأن الروسي، باستخدام روسيا لسلاح يعود للحقبة السوفيتية لتعويض النقص في الأسلحة، مشيرا إلى معاناة "آلة الحرب الروسية جراء العقوبات الغربية".

ويتفق معه العزباوي، الذي يؤكد أن الصمود الأوكراني في مواجهة روسيا يعني "استنزاف موسكو وتكبدها مزيدا من الخسائر العسكرية والمادية"، ما يعني إطالة أمد الحرب.

لكن الخبير العسكري والاستراتيجي، المقيم في واشنطن، إسماعيل السوداني، لديه رأي مختلف، فهو يرى أن "روسيا تعالج الاستنزاف بالاستنزاف".

وقال إن روسيا كانت تحاول تلافي طول أمد الحرب، لكنها تهدف حاليا إلى استنزاف القوات الأوكرانية في ميدان المعركة، لذلك اتجهت إلى إدارة العمليات العسكرية بأسلوب التقدم البطيء.

وأضاف السوداني أن روسيا تسعى لاستنزاف الدعم الغربي المقدم لأوكرانيا معتمدة على عدة عوامل "أهمها الأزمة الاقتصادية، والانقسام الحاصل بين الأوروبيين حول إنهاء الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا".

وتابع: "طرفا النزاع يراهنان على عامل الوقت في إنهاك الطرف الأخر، ويبدو أننا أمام حرب مستمرة دون الوصول إلى تحقيق أهدافها"، مضيفا أن "لجانبي الصراع مطالب ليس مقبولة لدى الطرف الأخر".

تلك المعطيات تثير المزيد من التساؤلات حول إمكانية تحقيق أوكرانيا مكاسب عسكرية واستراتيجية في حربها مع القوات الروسية.


القوات الأوكرانية تحقق بعض المكاسب الاستراتيجية والعسكرية
يقول نبيل رشوان، إن القوات الأوكرانية تحقق بعض المكاسب الاستراتيجية والعسكرية، فهي "تحرر بعض القرى الصغيرة والمناطق السكنية من قبضة الجيش الروسي".

وأشار إلى قيام القوات الأوكرانية بعمليات عسكرية ضد الروس في عدة مناطق تسيطر عليها موسكو، مثل خيرسون وميليتوبول، لكنه يؤكد في الوقت ذاته صعوبة تحقيق أوكرانيا "نصرا حاسما ضد روسيا".

ويتفق معه إسماعيل السوداني، الذي يقول إن ميزان القوة العسكرية يميل لصالح روسيا، "لكن أوكرانيا نجحت في الظفر ببعض المعارك".

وأضاف: "القوات الروسية تعرضت لبعض الانتكاسات في بعض المعارك بسبب خلل في منظومة الإمدادات الإدارية أو خلل في التدريب وفي منظومة القيادة و السيطرة".

وأشار في الوقت ذاته إلى قدرة القوات الأوكرانية على الصمود والدفاع واستخدامها تكتيكات متطورة "أوقعت خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية"، بفضل الدعم العسكري الغربي المستمر لأوكرانيا.

وأوضح الخبير العسكري أن محاولات الجيش الروسي تقويض البنى التحتية الاستراتيجية في أوكرانيا، يؤكد صعوبة "حسم الجيش الأوكراني الحرب بسهولة".

هل تستطيع أوكرانيا حسم الحرب مع روسيا؟
تلك الوقائع تطرح عدة تساؤلات أخرى، فهل تستطيع أوكرانيا حسم الحرب مع روسيا، وكيف يمكنها فعل ذلك؟

وعن إمكانية حسم أوكرانيا للحرب، يقول السوداني، إن ذلك السيناريو يعتمد على استخدام "سلاح متطور قادر على ايقاع خسائر كبيرة بالقوات الروسية واستهداف مراكز القيادة والسيطرة وطرق الامدادات".

أما اللواء محمود زاهر، فيقول إن هذا السيناريو الذي "يحسب له العالم ألف حساب"، مضيفا أن الدول الغربية لم تقدم لأوكرانيا أسلحة تصل للعمق الروسي، حتى لا تتسع نطاق الحرب التي قد تصبح "نووية".

ما السيناريوهات المتوقعة للأحداث إذا صمدت أوكرانيا؟
يشير يسرى العزباوي، إلى 3 سيناريوهات لحسم المعركة في أوكرانيا، الأول هو حفاظ روسيا على منطقة دونباس، وأن تعلن أن الهدف الأساسي من الحرب ضم هذه المنطقة فقط.

وقال: "هذا هو السيناريو الأقرب للواقع، حيث تعتبر منطقة دونباس غنية بإنتاج الفحم والصلب القديمة في أوكرانيا"، معتبرا أن ذلك" سيحفظ لبوتين ماء وجهه".

أما السيناريو الثاني فهو الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية، الأمر الذين يعتبر إعلان خسارة روسيا للحرب، وهو سيناريو مستبعد لأنها تعني نهاية نظام بوتين للأبد، على حد وصفه.

ووفقا للخبير بمركز تريندز فإن السيناريو الثالث، هو دخول روسيا في مفاوضات دبلوماسية جادة، بحيث تقبل أوكرانيا عدم الانضمام لحلف الناتو مقابل الانسحاب الروسي الكامل من الأراضي الأوكرانية.

وتواصل المعارك العنيفة، الأربعاء، للسيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية التي تحدث حاكمها عن انسحاب محتمل لقوات كييف من هذه المنطقة الواقعة في دونباس.

وتسببت الحرب بنزوح حوالى 6,5 مليون أوكراني من بلادهم وخلفت آلاف القتلى رغم عدم توفر حصيلة دقيقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة