اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
الأحد 19 حزيران 2022 - 14:29 الحرة
placeholder

الحرة

"لا يمكننا الضحك"...عمال مشرحة بأوكرانيا في صدمة نفسية

"لا يمكننا الضحك"...عمال مشرحة بأوكرانيا في صدمة نفسية

يواجه الأوكرانيون بمختلف تخصصاتهم العملية الغزو الروسي لبلادهم بأمل سواء بالنسبة للجندي الذي يتطلع لكسب المعارك أو للطبيب الذي يحاول إنقاذ حياة الجرحى.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن أحد مجالات العمل المتأثرة بشدة من الحرب الروسية الوحشية لها نهاية محزنة مؤكدة: التعامل مع الموتى.

ولم تتأثر لفيف، المدينة الواقعة غرب البلاد بالحرب بشكل مباشر، لكن الموت يصل إليها على أي حال، حيث يتم فيها دفن جثث الجنود الذين سقطوا خلال ساحات القتال على طول الجبهة الأمامية شرقا.

قال أنتوني، عامل المشرحة في لفيف، "في الوقت الحاضر، أشعر بالخدر حتى عندما يقول لي أحدهم مزحة أعرف أنها مضحكة، لا يمكنني الضحك، مشاعري متبلدة للغاية".

إلى جانب العمال الآخرين في هذا المجال، طلب أنتوني ذكر اسمه الأول فقط لأنه على الرغم من أن الأوكرانيين أظهروا احترامًا عميقًا لأولئك الذين سقطوا في الحرب، إلا أن العمال قالوا إنه لا تزال هناك وصمة عار متبقية حول أولئك الذين يتعاملون مع الموتى.

وانضم أنتوني إلى الجيش عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014، ولا يزال في القوات التطوعية الأوكرانية. لكن عندما شنت روسيا غزوها الشامل في شباط، طُلب منه البقاء في بلاده بعد أن اعتبرت وظيفته حيوية.

وقال أنتوني: "نحن بحاجة إلى البقاء هنا والقيام بهذا العمل لأنه لا أحد يستطيع ذلك".

في كثير من الأحيان، يلاحظ أنتوني أن الجنود في المشرحة غير قادرين على حمل أنفسهم من خلال إلقاء نظرة أخيرة على رفاقهم الذين سقطوا.

أبقت أوكرانيا وروسيا أعداد الضحايا الذين سقطوا خلال المعارك الضارية منذ بداية الغزو تحت إطار السرية التامة.

لكن كبير مستشاري الرئيس الأوكراني قدر مؤخرا أن ما بين 100 إلى 200 جندي أوكراني يقتلون يوميا بعد أن كان الرئيس نفسه ذكر في وقت سابق أن الخسائر البشرية لدى القوات الأوكرانية بين 60 ة بين 60 إلى 100 جندي يوميا.

وتعكس الأرقام المتزايدة كيف تحول خط المواجهة منذ أن طردت أوكرانيا القوات الروسية من عاصمتها كييف في وقت مبكر من الحرب، حيث انتقلت المعارك لاحقا إلى الشرق، ووضعت المقاتلين الأوكرانيين في مواجهة هجمات المدفعية التي لا هوادة فيها، والتي يبدو أن موسكو لديها ميزة فيها كما تقول "نيويورك تايمز".

وقال ميخايلو وهو حفار قبور في لفيف: "كل يوم تقام جنازات وأحيانا عدة جنازات في وقت واحد وكلهم صغار جدا".

من جانبه، قال مدير المشرحة في لفيف، بوريس ريبون، إن الوظيفة "أكثر تعقيدا بكثير" مقارنة بما كانت عليه قبل الحرب. وقال إن الأموات الذين يأتون هم من الشباب يحملون جروحًا مروعة جراء الإصابات.

وأضاف وهو يبكي: "نحاول نفعل ما في وسعنا حتى تتمكن أسرهم من توديعهم بشكل مناسب".

يشرح انتوني قائلا: "يأتون في حالة سيئة ومغطاة بالتراب والدم والجروح المفتوحة. نقوم بتنظيفها وربطها مرة أخرى وجعلها تبدو مناسبة".

وتابع: "يمكنني التعود على أي شيء تقريبًا ويمكنني التعود على أي نوع من العمل. لكن من المستحيل بالنسبة لي التعود على مشاعر هؤلاء الأشخاص الذين يأتون إلى هنا لرؤية أحبائهم".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة