عمر حرفوش أول المغتربين العائدين إلى الوطن!

طويت صفحة الانتخابات النيابية ولبنان كما هو، بلد منهار وشعبه تحاصره النيران من كل حدب وصوب. كثيرة هي البرامج الانتخابية التي سقطت وتبين أنها لم تكن سوى دعاية موسمية لزوم الاهدف الانتخابية التي لم تفلح في انقاذ ما تبقى من لبنان وأهله.

يطرح ناشطون ومراقبون سؤالًا يتعلق بمشروع الجمهورية اللبنانية الثالثة، هذا المشروع الذي كان لاعبًا أساسيًا على الساحة الانتخابية، في طرابلس تحديدًا، حيث نجح صاحبه عمر حرفوش في إيصاله إلى كل فرد من أفراد المجتمع بهدف تعميمه والعمل على تحقيقه يوماً ما.

يقول أحد المقربين من حرفوش، "يتبين من خلال المشاهد السياسية التي نشاهدها يوميًا أن لبنان بات بحاجة فعلاً إلى جمهورية ثالثة تتكرس فيها حقوق الانسان والمراة والطفل، يكافح فيها الفقر والعوز والبطالة، يتعزز من خلالها دور الدولة في تأمين حقوق الناس وخدماتهم، ويمارس القضاء عمله في احقاق الحق والعدالة، وتعدم على مسرحها الطائفية التي لم تجلب للبلاد سوى الخراب".

ويضيف "هذا المشروع ببنوده تتبناه معظم القوى السياسية، كل على طريقته ومن تحت الطاولة، وحده حرفوش نادى به على المنابر وشاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، وحده حرفوش لم يُجمّل الكلمات وسمى الاسماء باسماءها، لم يستحِ وفعل ما شاء".

ويتابع بالقول "لم يستحِ حرفوش بالمطالبة بالزواج المدني والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، علماً أنه خاض الانتخابات النيابية في مدينة طرابلس المعروفة بمجتمعها الملتزم دينيًا، كذلك لم يستحِ حرفوش بالمطالبة بالدولة المدنية في عز الصراع الطائفي على المكاسب ومعارك استعادة حقوق الطوائف على حساب الوطن".

ويختم "يشهد لبنان راهناً عودة لافتة للمغتربين ولو من البوابة السياحية، ويعول عليهم كثيراً في دعم البلاد والعباد أقله في موسم الصيف، لكن الجدير ذكره أن حرفوش كان من أوائل المغتربين الذين عادوا إلى الوطن ليس سياحيًا فقط، بل سياسيًا واقتصاديًا حيث صرف الأموال وأقام المؤتمرات والمهرجانات وأحيا المسارح الفنية من جديد وكان له عدة مبادرات تتعلق بالمغتربين ودورهم في اعادة النهوض بلبنان بعيدًا من سياسة الاقتراض والهبات".