"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
لم يغيّر المنسّق الخاص للمساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان، من خطابه السابق والمعتمد خلال كل زياراته إلى بيروت، والذي يحمل فيه تحذيراً صريحاً للبنانيين، وتحديداً مسؤوليه الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة، من السير في خيار الإنتحار، وبالتالي، تكرار نصيحته لهم بالإصلاح قبل فوات الأوان، وقبل خسارة فرصة الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، بعدما خسر لبنان في السابق فرصة الإفادة من مليارات مؤتمر "سيدر"، التي خُصِّصَت لدولٍ أخرى.
فالسفير دوكان، قد كشف أمام أكثر من مسؤول، عن أنه على الدولة اللبنانية عدم ترك المفاوضات مع صندوق النقد، مؤكداً أن لا خيار بعد اليوم لأي إنقاذ أو خروج من واقع الإنهيار، إلاّ من خلال الصندوق. لكنه وجد، أن حظوظ الحكومة اللبنانية بالوصول إلى اتفاقٍ مع الصندوق، ليست كبيرة، بدلالة إهمال وإغفال الشروط المطلوبة، والتي تشكّل عامل تسريع عملية التعافي والإنقاذ. وقد نقل السفير دوكان إلى كل المسؤولين الذين التقاهم، أنهم لا يملكون تَرَف تأجيل تشكيل حكومة جديدة فاعلة، كما حذّر من الوقوع في الفراغ الرئاسي بعد الفراغ الحكومي في ظل حكومة تصريف الأعمال.
وبعبارات الإصلاح والإنقاذ واحترام الإستحقاقات الدستورية وإجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها، خاطب الزائر الفرنسي، الشخصيات السياسية التي جال عليها، لكنه كان أكثر حزماً وشدة هذه المرة مع مسؤولين ماليين واقتصاديين، حيث تحدث عن دور ومسؤولية لقطاعي المصارف والإقتصاد في الواقع الحالي، مشدّداً أمامهم على أن الملف الإصلاحي ما زال يحتل الأولوية لدى بلاده، كما لدى صندوق النقد الدولي، الذي اشترط تشريعات مالية وقضائية معيّنة تؤدي الى تسريع الإتفاق مع الحكومة وتضع خطة التعافي على طريق التنفيذ.
لكن كلّ المؤشّرات، وحتى الساعة، لا تشي بإمكانية الوصول إلى هذا الهدف، في ضوء ما كشفته معلومات مواكبة، عن أن نصائح السفير دوكان، قد بقيت من دون أي صدى لدى السلطة، التي لا تزال تدرس وتبحث عنوان الإصلاح من باب الربح والخسارة لنفوذها ومكاسبها، بمعزلٍ عن مصلحة لبنان وعلى الرغم من حال الإنهيار التي وصل إليها.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News