"القوات" تحدّد مسار الاستحقاق الرئاسي... هل تشارك بالتسوية؟

"ليبانون ديبايت" - أحمد شنطف

تتوالى ردود الفعل "العونيّة" على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الأخير بعد هجومه اللاذع على رئيس الجمهورية. في وقت تعتبر كتلة "الجمهورية القوية" أن مرحلة البحث الجدي بالملف الرئاسي بدأت، وأوراق منع وصول رئيس من حلف 8 آذار موجودة.

وبعيدًا عن الهجوم الشخصي المضاد على جعجع، ثمة من يسأل لماذا حيّد رئيس القوات رئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومات السابقة وركّز هجومه فقط على رئيس الجمهورية؟ في هذا الإطار، قال عضو كتلة الجمهورية القوية نزيه متى، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن الكلام تركّز على رئيس الجمهورية لأننا اليوم على بعد شهرين من الاستحقاق الرئاسي، وعملنا ينصب على تمريره بالطريقة التي يجب أن يتم فيها.

ولفت متى الى أن "فريق رئيس الجمهورية هو أول المسؤولين اليوم عن تعطيل تشكيل الحكومة، وطريقة التعاطي مع الملف الحكومي منذ شهرين توحي بأن لا نية لدى القصر بالتشكيل، وهذا الفريق يفضّل التعطيل والفراغ والدليل فترة التعطيل التي دامت لسنتين ونصف قبيل انتخاب الرئيس ميشال عون".

واعتبر أن "توجه أي فريق سواء القوات أو غيرها لتعطيل نصاب جلسة انتخاب الرئيس اذا كانت ستنتج رئيسًا من الفريق الممانع سابق لأوانه"، وقال، "المفترض أن ينتفض الشعب اللبناني لمنع هكذا جلسة وليس الكتل النيابية فحسب لأننا شهدنا آخر 3 سنوات على فريق حاكم لم يتّخذ أي قرار يصب بمصلحة اللبنانيين".

وأكّد متى على "معادلة تشكّل الأزمة الأبرز و هي وجود فريق يعطّل سواء كان في الحكم وسواء كان خارجه"، ورأى أن "تغيير هذا الواقع بيد الشعب اللبناني الذي يجب أن يسحب الشرعية بشكل أكبر من هذا الفريق، في الإستحقاقات المقبلة".

وأفاد بأن "الشهرين المقبلين مهلة قصيرة لكنها ستشهد على كثير من المفاوضات التي قد توصلنا الى هدفنا رئاسيًا"، وقال، "ممنوع وصول رئيس من الممانعة".

ونفى متى أن تتسلّح القوات بالأوراق التي بيدها للدخول ببازار التسويات في حال حصل الفراغ، مشيرًا الى أن القوات حتى لم تدخل في تسوية عام 2016، وهي حاولت حينها انقاذ البلد وانتشاله من الفراغ فقط، وبالتالي كما لم تدخل بتسويات سابقة لن ندخل بتسويات جديدة.

وردًا على اتهام جعجع بأنه "متآمر على الوجود المسيحي بالبلد، وأنه يعمل بأجندات خارجية"، قال، "هناك مثل يقول "كيف أولادك هياهن قدامك"، فالمشاريع التي قضت على المسيحيين واضحة بأسماء أصحابها، كما أن الجميع يعلم من عمل على اعادة الاعتبار للوجود المسيحي".