"ليبانون ديبايت"
رغم اقتراب لبنان من موعد الإستحقاق الرئاسي، وبعد إعلان الكتل النيابية مواقفها تباعاً، والتي تتفاوت بين من يدعو إلى رئيس تحدّي، وآخر إلى رئيس يذكّرنا بمرحلة الرئيس الراحل الياس سركيس، ومن يدعو الى رئيس توافقي، لا يزال موقف حزب الله من الاستحقاق "ملتبساً" حتى اليوم.
فحزب الله الذي سبق أن رشّح العماد ميشال عون في العام 2016 علناً وسار به بكل قوة حتى تم انتخابه رئيساً للبنان بعد جُملة من الإتفاقات والتفاهمات السياسية بين مختلف القوى، لا يزال يُخفي موقفه من الاستحقاق الرئاسي المقبل حتى الآن، وهذا ما يثير إستغراب المواقف السياسية على اختلافها لجهة هذا الصمت غير المعتاد من قبل الحزب الذي اعتاد على إعلان مواقفه وحسمها في وقت مبكر وخصوصاً في ما يتعلّق بالإستحقاقات المصيرية المشابهة.
في هذا الشأن أشار الصحافي والمحلل السياسي فيصل عبدالساتر في حديث إلى "ليبانون ديبايت" إلى أنه "حتى الآن لم يتبلور أي موقف حاسم في موضوع الاستحقاق الرئاسي من قبل قيادة حزب الله وهم يؤثّرون على أن لا يخرج أي تصريح له علاقة بهذا الشأن ممكن أن يُحسب أنه تصريح رسمي".
وقال عبدالساتر: "المطروح من حزب الله هو الإنتظار حتى يكون هناك مزيد من المشاورات بين الأطراف في لبنان والاتصالات جارية وإن كانت بعيدة عن الأضواء بين العديد من الكتل النيابية".
وأضاف، "أن يخرج حزب الله ويقول هذا هو مرشحنا فهذا الأمر لن يحصل على الأقل في الأيام القليلة المقبلة".
وتابع عبدالساتر، "هذا لا يعني أنهم غير مهتمين بهذا الاستحقاق وغير مبالين به، لكنهم يترقّبون كل ما يجري حول هذ الموضوع والحزب ليس لديه مرشح بعينه حتى هذه اللحظة".
وأردف، "قد يسيرون بمرشّح يمكن أن تنطبق عليه الشروط التي يراها حزب الله مناسبة ولكن هذا الأمر بعد جُملة من المشاورات التي يمكن أن تحصل مع الحلفاء ومع بقية القوى في لبنان".
ولفت عبدالساتر إلى أن "القضية لن تكون كما كانت في العام 2016 بالنسبة لحزب الله، ولن يكون لديه مرشّح علني، إنما سيتشارك مع آخرين المرشّح المناسب والحزب لا يدّعي أنه المؤثر الأول الآن في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية".
وعن تكرار حزب الله تجربة تسمية مرشح للرئاسة قال عبدالساتر: "لا افترض أن هذا الأمر سيحصل من قبل حزب الله، وربما الأمر يكون مشترك بين الحزب وحركة أمل والتيّار الوطني الحر رغم ان العلاقة متوترة بين التيار وأمل، ولكن الأمور معقّدة وحزب الله يدرك هذا الأمر جيداً"
وأفاد بأن، "الشروط هي التي يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة يكون فيها التفاهم سيد الموقف بين كل الأطراف اللبنانية وأن لا يشكل الرئيس مصدر إزعاج أو مصدر تحدي وقلق لأي جهة، أي أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين ويحمل قضاياهم".
وأكمل، "حزب الله ليس لديه توصيف حول موضوع رئيس الجمهورية ولكن الجميع يعرف أن هذه القضية مرهونة بالكثير من المعطيات الداخلية وأيضاً مرهونة ببعض الإشارات الخارجية لأنه ليس لدى أحد القدرة على حسم موضوع الرئاسة في لبنان ضمن موازين القوى التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة".
وختم عبدالساتر بالقول: "اذا لم يتفاهم التيّار الحر والقوات فنحن عملياً أمام قضية صعبة بخصوص الوصول الى رئيس وليس من منطلق الرئيس فحسب بل أي رئيس حتى لو كان ضعيف، اذا لم يؤمن له نصاب فسنذهب نحو الفراغ".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News