المحلية

الثلاثاء 18 تشرين الأول 2022 - 07:00

لبنان خسر فرصة ضائعة لن تتكرر

لبنان خسر فرصة ضائعة لن تتكرر

"ليبانون ديبايت"

ليست المرة الأولى التي يطوي فيها لبنان الصفحة على ذكرى ثورة 17 تشرين، مع القناعة الثابتة لدى غالبية اللبنانيين بأنها لن تتكرر مهما زادت الحاجة إليها وارتفع منسوب الضغط اليومي الذي يعيشه المواطن العادي بمفرده في لبنان بينما بالنسبة للمسؤولين، فإن يومياتهم لم تتغير وكذلك ظروف حياتهم أو حتى مستوى معيشتهم أو واقع الرفاهية الواضح فيها على الرغم من انهيار الليرة، وبالتالي قيمة رواتبهم بالعملة اللبنانية.

ومع اكتساب الثورة طابع الذكرى والرمزية اليوم، فقد توقف الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، ولو قليلاً برأيه، عند ما آلت إليه أوضاع البلد، بدايةً من اشتعال هذه الثورة التي أيقظت الكثير من الآمال في نفوس اللبنانيين، وزرعت آمالاً كبيرة للتغيير والإنتقال بلبنان من زمن الحالة المافياوية والميليشيات ، إلى زمنٍ آخر مختلف، حيث المواطنية اللبنانية بصرف النظر عن الإنتماء، فضلاً عن زرع مناخٍ إصلاحي حقيقي في العمق.

وكشف الكاتب حماده لـ "ليبانون ديبايت"، بأن الشعب اللبناني بكل أطيافه قد تفاعل مع الثورة في بدايتها ومع الجو الإصلاحي، كما أن الأشهر الثلاثة الأولى، كانت واضحة، والأحداث التي توالت بين تشرين الأول وصولاً إلى نهاية العام 2019 أوحت بذلك كما كانت الآمال كبيرة.

لكن ومع الوقت، أضاف حماده، فقد تمكنت القوى المعادية للثورة ك"حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وبعض القوى السياسية التي شعرت أنها مهددة، تمكّنت من رصّ صفوفها والإنطلاق في ثورةٍ مضادة، بدأت باختراق صفوف الثورة، بعناصر لديها صلاتٍ بأجهزة مخابراتية وأجهزة أمن وأحزاب متنوعة، ودخلت لكي تفخّخ هذه الثورة من الداخل، وذلك عبر جماعاتٍ أو قوى او منابر أو مجموعات، كانت تُزايد على الثورة وتذهب بها نحو العنف المتزايد، ممّا فتح الباب لإطلاق يد القوى الأمنية بإيعازٍ من القوى المتضررة من الثورة للإنقضاض عليها، حيث كان هناك قمعٌ تولّته أجهزة رسمية نيابةً عن الأحزاب، فضلاً عن نزول الثنائي الشيعي إلى الأرض بعنف والإعتداء بشكلٍ منتظم على الحالة الإحتجاجية والتغييريية وعلى الحالة الثورية.

ورداً على السؤال الرئيسي المطروح اليوم عن المسؤول عن إجهاض هذه الثورة، قال الكاتب حماده، إن مناهضي ثورة 17 تشرين أجهضوها، ثم جاءت جائحة الكورونا التي استغلّها أيضاً مناهضو الثورة بحيث أُجبر المواطنون على البقاء في منازلهم، وخلت الشوارع من الثوار، وشيئاً فشيئاً استجمعت القوى قواها ونظّمت صفوفها واستعادت وعيها وتحكّمت بالسلطة، والدليل أنه في الإنتخابات النيابية، عادت كل الوجوه التي ثار الشارع ضدها إلى السلطة، ولم تتغيّر الوجوه في المجلس النيابي، باستثناء بعض ما يُسمّى بالتغييريين الذي دخلوا إلى البرلمان، ضعيفين ومشتّتين ومن دون برنامجٍ واضح وحقيقي، يمكن أن يتواجه مع الدولة العميقة التي يسيطر عليها الحزب.

وعن التغيير الذي أرسته الثورة في المشهد اليوم، خلص حماده إلى أنه بالنتيجة "لم يتغير شيء، والسابع عشر من تشرين، كان فرصةً تاريخية أخرى ضاعت على لبنان واللبنانييين".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة