اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
السبت 22 تشرين الأول 2022 - 14:11 الحرة
placeholder

الحرة

روسيا تحشد قواتها في بيلاروسيا... خدعة أو مهمة تدريبية؟

روسيا تحشد قواتها في  بيلاروسيا... خدعة أو مهمة تدريبية؟

يثير حشد روسيا للآلاف من القوات في جارتها الغربية بيلاروسيا، مخاوف من أن موسكو قد تخطط لفتح جبهة جديدة في حربها ضد أوكرانيا، غير أن مسؤولين من كييف وواشنطن يشككون فيما إذا كان هذا التعزيز العسكري يمثل تهديدا حقيقيا.

ويؤكد مسؤولون ومحللون لـ"نيويورك تايمز" أن روسيا، التي تكافح للدفاع عن أراضي في شرق وجنوب أوكرانيا، لا يمكنها تحمل خوض معركة جديدة على جبهة أخرى في الشمال.

وزير الدفاع اللاتفي أرتيس بابريكس، حذر من هذه الخطوة، الجمعة، غير أنه شكك في "قدرة الروس على فتح جبهة أخرى ضد أوكرانيا، في اللحظة الراهنة".

كما أشار إلى أن تجمع حوالي 10 آلاف من القوات الروسية في بيلاروسيا، "ربما يأتي لمحاولة تعطيل تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا من بولندا".

وقال بابريكس، الذي تجاور بلاده روسيا وبيلاروسيا: "قد يكونون قادرين على تعطيل شيء ما، لكن لن يكون الأمر كما حدث في فبراير في بداية الهجوم العسكري الروسي"، مشيرا في حديثه عن روسيا: "إنهم ضعفاء للغاية الآن من وجهة نظري."

من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية، في تقييم استخباراتي، الجمعة، إن النشاط العسكري في بيلاروسيا "من المحتمل أن يكون محاولة لإظهار التعاون الروسي البيلاروسي وإقناع أوكرانيا بنقل القوات لحراسة حدودها الشمالية".

ويرجح مسؤولون غربيون أن تكون الخطوة الروسية "مجرد خدعة أو مهمة تدريبية"، بينما يذهب آخرون إلى اعتبار أنها قد تكون "استعدادا لهجوم، يتوقع ألا يكون مؤثرا" ، لكن وجهات نظرهم تأتي مصحوبة بـ"عدم يقين".

ويرى أصحاب الرأي الثاني أن الهجوم الجديد لن يستهدف بالضرورة العاصمة كييف، بل قد يكون الهدف من ورائه تعطيل شحنات الأسلحة، وباقي الإمدادات الأخرى التي تستقبلها أوكرانيا من الحدود مع بولندا.

ويقول فاليري كافاليوسكي، وهو دبلوماسي بيلاروسي سابق، إن إقدام روسيا على فتح جبهة قتال جديدة من الشمال "سيكون محفوفا بالمخاطر"، سواء بالنسبة لألكسندر جي لوكاشينكو، الزعيم القوي لبيلاروسيا، أو بالنسبة للكرملين، لأن المنطقة هي "قلب القومية الأوكرانية".

وتابع كافليوسكي، الذي يعمل مستشارا للشؤون الخارجية لحركة المعارضة المنفية في بلاده: "ستكون فكرة انتحارية، فكرة سيئة للغاية ولكن من يدري ماذا سيفعلون".

وتشير نيويورك تايمز إلى أن القوات الأوكرانية، التي كانت في حالة هجوم منذ أوائل شهر سبتمبر، نجحت في استعادة مجموعة من المناطق التي استولى عليها الروس مع بداية الحرب.

وداخل حلف الناتو، الذي راقب عن كثب مد وجذر قوات موسكو، يشكك العديد من المسؤولين في أن جيش الرئيس فلاديمير بوتين، الذي تعرض لخسائر وإحباطات خلال أشهر الحرب الثمانية، يمتلك الإرادة، أو الوسائل، لفتح جبهة قتال جديدة.

ومع تواصل المعارك العنيفة بين كييف وموسكو، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الأسبوع الماضي، أن بلاده وروسيا تشكلان قوة عسكرية مشتركة جديدة، تضم 70 ألف جندي بيلاروسي، وما يصل إلى 15 ألف روسي.

وفي هذا الصدد، قال، الجنرال الأوكراني، أوليكسي جروموف، الخميس، إن التهديد بغزو محتمل من بيلاروسيا "يتزايد". غير أنه بالمقابل، لا ترى المخابرات العسكرية الأوكرانية خطرا فوريا، بحسب ناطقها الرسمي، فاديم سكيبيتسكي.

وأضاف سكيبيتسكي في مقابلة، الجمعة، أن آلاف الجنود الروس، الذين تم حشدهم حديثًا منتشرون في بيلاروسيا في مواقع التدريب، لكنهم غير مصحوبين بالدبابات أو المدفعية أو شاحنات الوقود وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي، التي يحتاجون إليها لغزو ومواجهة القوات الأوكرانية.

واستخدم بوتين أراضي بيلاروسيا، أقرب حليف عسكري وسياسي له، كنقطة انطلاق لغزوه في فبراير، وأطلقت قواته منذ ذلك الحين صواريخ وطائرات من دون طيار على أوكرانيا. في الوقت الذي يحاول فيه لوكاشينكو مقاومة الضغوط الروسية للمشاركة بشكل أكبر في الحرب.

سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل كاربنتر، حذر في مقابلة هاتفية مع "نيويورك تايمز" من أن روسيا وبيلاروسيا قد أخفيتا الغرض من جمع قواتهما، في ضباب مبهم، يجعل توقع ما إذا كان يتم التحضير لعملية أم أنها مجرد محاولة لتثبيت القوات الأوكرانية، صعبا ".

ويشير التقييم الاستخباراتي البريطاني إلى أن من غير المحتمل أن تكون روسيا نشرت بالفعل قوات كبيرة، مضيفا أن بيلاروسيا "تحتفظ بالحد الأدنى من القدرة على القيام بعملية معقدة".

من جانبه، قلل الجنرال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، من احتمال حدوث غزو روسي من بيلاروسيا، قائلا: "ليس لدينا حاليا أي مؤشرات على عمل عسكري وشيك محتمل على تلك الجبهة"، وذلك في إفادة صحفية، الخميس.

ويعتقد العديد من المسؤولين الغربيين، والأوكرانيين، أن الدور الأساسي لبيلاروسيا سيكون مساعدة روسيا على تدريب المجندين الجدد الذين لا يتوفرون على خبرة عسكرية، قبل إرسالهم إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن عرفت منشآت التدريب الروسية اكتظاظا كبيرا بعد أوامر بوتين الشهر الماضي بتجنيد ما يصل إلى 300 ألف جندي لدعم جهوده الحربية المتعثرة.

ويتولى لوكاشينكو السلطة منذ 28 عاما بفضل الدعم الذي تقدمه موسكو.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة