لم ينصع الوزير الأرمني جورج بوشكيان لتعليمات الحزب المحسوب عليه وشارك في جلسة مجلس الوزراء التي رافقها جدل طويل في الأيام الماضية حول مدى دستوريتها وسط الفراغ الرئاسي.
أمام خطوة بوشكيان، سارع حزب "الطاشناق" الى "نفض يده" من هذه المشاركة في العلن، لكن ما يدور في الكواليس يشير الى أن خطوة بوشكيان لم تكن لتحصل لولا "قبة باط" مسبقة من الحزب، فماذا كشف الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان؟
النائب هاغوب بقرادونيان أوضح لـ"نداء الوطن" أنّ "مشاركة الوزير بوشكيان في جلسة مجلس الوزراء أتت مخالفة لتعليمات الحزب وتمنياته رغم كلّ الاتصالات التي جرت معه، إلّا أنّ الوزير، ولأسباب خاصة، التزم بقرار الرئيس ميقاتي والتحق بجلسة مجلس الوزراء".
وكشف بقرادونيان عن "أكثر من اتصال أجري مع وزير الصناعة لثنيه عن المشاركة في الجلسة".
وقال: "أجريت من مكتبي اتصالاً به يوم الجمعة الفائت، قبل أن أعاود الكرّة أمس الأول أكثر من مرّة، كما فعل أعضاء من اللجنة المركزية، ثم اتصلت به صباح أمس، لكنه في النهاية قرّر الذهاب الى الجلسة، علماً أنني طلبت منه عدم المشاركة لأسباب مختلفة، أبرزها أنّه لم يحصل تشاور بين الأطراف السياسية كما كان يفترض في ضوء توافق الكتل النيابية خلال الجلسة النيابية التي خُصّصت لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، على عدم انعقاد الحكومة سوى في الحالات الطارئة التي تستدعي الاجتماع لقضايا يستحيل بتّها عن طريق اللجان الوزارية أو المراسيم الجوّالة. كذلك هناك سبل أخرى لمعالجة ملفات مرضى السرطان والكلى والأمراض المستعصية بعيداً من التصعيد".
وأضاف: "هذا هو موقفنا، وموقفنا كان متجاوباً مع موقف الكتل المسيحية وسيدنا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي".
وحول إمكانية اتخاذ الحزب أي إجراء في حق الوزير"المخالف"؟ أشار بقرادونيان الى أنّ "بوشكيان ليس حزبياً لكي تتّخذ إجراءات في حقّه"، مستدركاً: "سندرس الموضوع بعدين منشوف شو بيصير".
وفي وقت لاحق، أفاد بحديث للـ"جديد"، عما قيل أنّ المشاركة كانت مقابل الطعن المقدّم أمام المجلس الدستوري، أنّ "هذا الحديث إهانة للمجلس الدستوري".
وقال: "لا أعرف من أعضاء المجلس الدستوري سوى القاضي مشلب حين قدّمت له تصريحا عن أموالي وحين قدّمت له ردّي على الطعن فقط".
واضاف، " فليتعوّد الناس أنّ هناك أناسًا لا يباعون ولا يشترون، ربّما أفقد النيابة لكن لا أفقد شعبي وحزبي فالمواقف أهم من الكراسي".
وعن صفة الضرورة لانعقاد جلسات مجلس الوزراء في ظلّ حكومة تصريف الأعمال، تساءل :"عندما تأخّر تشكيل الحكومة وعندما اعتكف الوزراء الشيعة، ألم يكن هناك ضرورة وحالة طارئة لاجتماع مجلس الوزراء؟".
وفي موضوع الإستحقاق الرئاسي، اعتبر بقرادونيان أنّ "أي رئيس جمهورية يصل ب65 صوتاً يكون رئيساً فاشلاً والتجربة تؤكد أن أي رئيس يصل بهذا العدد من الأصوات لا يستطيع أن يحكم".
وردًّا على الحديث بتهديد حزب الطاشناق لحثّه على المشاركة في الجلسة أجاب :"لم يضغط عليّ أحد وحزب الله والرئيس برّي لم يضغطا على أحد ومن يعرف هاغوب بقرادونيان يعرف أنّه لا يُهدَّد ولا يُهدِّد".
وفي الختام، شدّد بقرادونيان على أنّ" حزب الطاشناق من الأحزاب القلائل التي تتمتّع بانتخابات داخلية وبالمحاسبة فمن الطبيعي أن تتم إعادة قراءة ذاتية"، متأسفا" ان الظروف حوّلتنا إلى حزب خدماتي وبالتالي أي جهة تؤمن خدمات أكثر ستكسب الناس".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News