اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
السبت 24 كانون الأول 2022 - 14:08 الحرة
placeholder

الحرة

"عاملونا كالحيوانات"... ناجون من حصار "آزوفستال" يروون تجربتهم "المروّعة"

"عاملون كالحيوانات"... ناجون من حصار "آزوفستال" يروون تجربتهم "المروّعة"

شهدت مدينة ماريوبول الأوكرانية المحتلة واحدة من "أكثر المعارك" وحشية خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وكان حصار مصنع الصلب "آزوفستال" تجربة مروعة تسببت في "تغييرات لجميع من عاصرها"، وفقا لتقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وتعرضت ماريوبول التي تضم ميناء مطل على بحر آزوف لـ"حصار روسي مطول"، والذي يُنظر إليه على أنه حاسم لخطوط الإمداد الروسية بين المناطق التي تسيطر عليها قواتها في جنوب وشرق أوكرانيا، وفقا لـ"رويترز".

وتضمّ المدينة مصنع آزوفستال، الذي يُعدّ أحد أكبر مصانع إنتاج المعادن في أوروبا، وتحصن داخله مئات الجنود الأوكرانيين وأكثر من ألف مدني، في واحدة من أعنف الهجمات العسكرية التي شنتها موسكو لأكثر من 80 يوما.

وتقول أوكسانا، وهي موظفة في آزوفستال طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل: "لم يخرج أحد من هناك بدون تغيير"، مضيفة "لقد كانوا شخصا عندما دخلوا، وشخصا آخر عندما خرجوا".

بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي، في أواخر شباط، كانت ماريوبول واحدة من أولى المدن الكبرى التي تم تطويقها، ونظرا لكونها هدفا رئيسيا للكرملين، فقد كانت المدينة مسرحا لحصار عرفه الصليب الأحمر بأنه "رهيب".

وأصبحت ضواحي المدينة موقعًا لمقبرة جماعية، وألقيت جثث العديد من الرجال والنساء والأطفال في الشوارع أو ظلت مدفونة تحت الأنقاض، وتقدر السلطات الأوكرانية أن 22 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء القتال.

ولجأ بعض الناجين إلى مصانع الصلب في آزوفستال، وهو موقع صناعي يغطي مساحة تبلغ حوالي أربعة أميال مربعة، بما في ذلك شبكة من الأنفاق تحت الأرض.

وكان مع المدنيين حوالي 3 آلاف جندي، كان العديد منهم أعضاء في لواء "آزوف" سيئ السمعة، والذي كان يضم في بدايته في عام 2014 متطوعين من اليمين المتطرف، بعضهم من "النازيين الجدد"، حسب "الغارديان".

كتيبة آزوف، هي وحدات المتطوعين التي تم دمجها بالجيش الأوكراني في 2014 ودافعت لأسابيع في الربيع عن مجمع الصلب في آزوفستال في ماريوبول بجنوب أوكرانيا، حسب "فرانس برس".

في السنوات الأخيرة، تم دمج اللواء بالكامل في الجيش الأوكراني، ولكن بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كانت هذه فرصة دعائية مثالية لإقناع الجمهور بأن روايته حول "تأنيب" أوكرانيا كانت صحيحة، وأن جيشه سوف يلاحقهم، وفقا للصحيفة البريطانية.

ولم يتخيل بوتين أبدا أن "آخر المدافعين عن ماريوبول سيتحدون خطته لفترة طويلة".

وتم عزل المدافعون عن آزوفستال عن العالم وعانوا من "قلة الطعام" وكانوا محاصرين في أنفاق مصانع الصلب لأكثر من شهرين بينما أطلق الروس صواريخ وقنابل حارقة على الموقع.

بحلول منتصف أيار، أصبح مصيرهم "غير مؤكد"، بعد مقتل بعضهم وإصابة آخرين.

وأثناء إجلاء المدنيين، تم إرسال الجنود الأوكرانيين إلى مستعمرة عقابية في أولينيفكا في دونيتسك، وتم الحكم عليهم بالإعدام، حسب "الغارديان".

لكن في أيلول، أكدت كييف أن قائد كتيبة "آزوف"، المقدم دينيس بروكوبينكو، كان من بين 215 أسير حرب أوكراني تم إطلاق سراحهم في تبادل أسرى، وهو أكبر تبادل من نوعه منذ بداية الحرب.

في المقابل، استقبلت روسيا 55 سجينا من أوكرانيا، من بينهم أغلى سجين روسي في البلاد، فيكتور ميدفيدشوك، النائب الأوكراني السابق وحليف بوتين، والذي اتهمته أوكرانيا بالخيانة العظمى.

ونصت الاتفاقات الأوكرانية مع روسيا على بقاء القادة المفرج عنهم من آزوف حتى نهاية الحرب في تركيا التي لعبت دورا في التبادل.

ومع ذلك، تمكن البعض من مغادرة البلاد، بما في ذلك كوزاتسكي ، الذي يُعتقد أنه موجود في الولايات المتحدة، حسب "الغارديان".

وفي مقابلة علنية نادرة، أكد سجين سابق آخر يدعى، ميخايلو ديانوف، أنه كان يعتقد أنه "لن ينجو أبدا".

وقال في تصريحات سابقة لشبكة "سكاي نيوز"، "بعد شهر من الجوع، عندما تغمض عينيك، تنسى عائلتك، كل شيء.. الشيء الوحيد الذي تفكر فيه هو الطعام".

وتحدث عن شهور الأسر، قائلا: "لقد عاملونا مثل الحيوانات.. كان من المستحيل الأكل".

وبحسب ما ورد فقد سافر ديانوف أيضا إلى الولايات المتحدة، حيث سيخضع لفترة نقاهة طويلة بعد الجراحة في ذراعه، فقد كان عازف بيانو قبل الحرب، ويحلم بالعودة للعزف مرة أخرى. حسب "الغارديان".

وفي تصريحات سابقة، وعد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بأن "جميع المدافعين عن ماريوبول سيعودون إلى منازلهم"، لكن من غير الواضح كم منهم ما زالوا أسرى للروس.

وتقدر وسائل الإعلام المحلية أن حوالي 1000 جندي آزوف ما زالوا أسرى حرب.

ووفقا لمسؤولين أوكرانيين، لا تزال جثث عدد غير معروف من الجنود مدفونة تحت أنقاض آزوفستال، حسب "الغارديان".

وبدأت السلطات الروسية في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحتلة هدم معظم مبنى مسرح الدراما بالمدينة الذي تقول السلطات الأوكرانية إن المئات لقوا حتفهم فيه خلال قصف جوي في آذار، حسب "رويترز".

وأظهر تسجيل مصور على مواقع أوكرانية وروسية على حد سواء، الجمعة، معدات ثقيلة وهي تهدم معظم المبنى بينما تترك واجهته الأمامية سليمة.

وندّد المسؤولون الأوكرانيون بعملية الهدم باعتبارها محاولة للتغطية على القتلى الذين سقطوا في قصف 16 آذار والقضاء على الثقافة الأوكرانية.

وقال المسؤولون الروس إن ذلك جزء من خطط لإعادة بناء المسرح في مدينة يسيطرون عليها بشكل قوي.

وقال وزير الثقافة الأوكراني، أولكسندر تكاتشينكو، على فيسبوك "لم يعد مسرح ماريوبول موجودا، مضيفا "يقوم المحتلون بإزالة آثار جرائمهم ولا يهتمون بما إذا كان هذا تراثا ثقافيا أو ما إذا كان ينتمي إلى ثقافة أخرى".

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن مدير المسرح إيجور سولونين قوله إن عملية الهدم لم تشمل "سوى الجزء من المبنى الذي يستحيل ترميمه فقط"، ودعت الخطط إلى استكمال إعادة بناء المسرح بحلول نهاية عام 2024.

وكان قصف المسرح جزءا من حصار روسي مطول لميناء ماريوبول المطل على بحر آزوف والذي يُنظر إليه على أنه حاسم لخطوط الإمداد الروسية بين المناطق التي تسيطر عليها قواتها في جنوب وشرق أوكرانيا، حسب "رويترز".

ولجأ مدنيون إلى المسرح. وقال مسؤولون أوكرانيون إن ما لا يقل عن 300 شخص لقوا حتفهم خلال القصف الروسي رغم أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد أكبر، ونفت روسيا قصف المسرح عمدا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة