ما يزال أسياد الظلمة في بيروت، القيّمين على سوليدير ومحيطها، قادرين على تثبيت "السواد" لاعباً مهيمناً على طرقات وسط بيروت. وخلف ذلك نجد العتمة المدقعة، كالعصا المخفية التي تسلخ بقساوتها البيارتة والمقيمين والسياح، فلا نجد على مسرح قتل الحياة في العاصمة إلا مؤسسة مخزومي تضيء الشوارع المختلفة بين المزرعة ورأس بيروت والمصيطبة... ومحاولة إضاءة "الداون تاون" بإصرار من جهة المؤسسة ورفض من القيمين على سوليدير، بينما يتجنب العديد الصدام مع هؤلاء الطغاة.
بالنسبة لبيروت، موت وسطها خطوة سياسية صارخة ضدها، وخدمة مجانية للمتربصين لها. ومنذ حوالي العام، والمواطن اللبناني السيادي، يمر بسيارته في شوارعها ليلاً، ويتمتم في قلبه "مش حرام؟" ... "مش حرام عاصمتنا بعد الساعة 6 ما فيك تمرق فيها؟"
ممسوكة بنت الصخب بيروت من عنقها... وحتى شارع البلدية، لا ينيره سوى "موتير محلات كلاس للهواتف الخلوية!!"
في موازاة ردّ الموت عن بيروت، كثّفت مؤسسة مخزومي من اتصالاتها بالجانب الإداري لعاصمة لبنان، وبقاطعي الأنوار فيها من أجل وهب كل ما يريدون على أن تُنار، وبدا لعدة أيام كَمَنْ يستجدي من هؤلاء الحنية على بيروت، وأشارت التسريبات الإعلامية إلى أن المحادثات الهاتفية بينهما، بَلَغَتْ حد الصراخ المتبادل، إلا أن شيئاً لم يتغيّر "رفض تام لإنارة وسط بيروت" بلا تبرير مقنع!
تَرْكُ بيروت (ذات الموقع الاستراتيجي) تواجه الظلام في الميدان بدون دعم أدّى إلى خسائر في موقعها العالمي كعاصمة الجمال، وأتاح لكارهيها أصحاب السلاح غير الشرعي وحلفائه الوصول إلى قلبها واقتلاعه.
ومع اقتراب الانتخابات البلدية، التي ومن المتوقع أن تنعكس دعماً للشخص الذي أنار شوارع بيروت بلا مقابل، النائب فؤاد مخزومي، نسأل: ما حجة سوليدير في خطف لون بيروت؟ أهكذا يُحمى الإرث العمراني الذي تتصدرون الكلام بإسمه؟ عبر المناكفات السياسية بين أبناء الطائفة الواحدة؟ أم أن بيروت أغلى من أن تكون بلا إنارة ساحة لمبغضيها... هل أضعتم البوصلة؟! وهل قتل بيروت هو حلّكم العظيم؟!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News