"ليبانون ديبايت"
لم يكن التوقيت الذي تمت فيه زيارة رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيراني كمال خرازي إلى بيروت، بعيداً عن الحدث الإقليمي الأخير المتمثِّل بالإتفاق السعودي-الإيراني، كما أن العناوين التي حملها ليست منعزلة عن ملف رئاسة الجمهورية، وإن كان الديبلوماسي الإيراني قد ركّز على أهمية الحوار الداخلي اللبناني حول الإستحقاق الرئاسي، كون الملف داخلي ولا دور للإتفاق الأخير فيه، وإن كانت تأثيرات الخارج حاضرة في تفاصيل ومواصفات رئيس الجمهورية المقبل.
لكن، وعلى الرغم من الموقف الرسمي الإيراني حول ضرورة عدم الربط بين أزمة لبنان والواقع الإيراني، فإن تلمّس إيجابيات اتفاقها مع الرياض، لا بدّ وأن يبدأ على الساحة اللبنانية، بحسب مطلعين على أجواء لقاءات الوفد الإيراني برئاسة خرازي، خصوصاً وأنه حرص على التشديد على اعتبار الإنتخابات الرئاسية شأناً داخلياً، وبالتالي، فإن بلاده لا تتدخل فيه.
وفي هذا السياق، فإن المقاربة الأولية للقاءات الديبلوماسي الإيراني، تشير إلى أنها ركّزت على عرض ومناقشة مرحلة ما بعد الإتفاق الإيراني - السعودي، ولوضع الشخصيات اللبنانية في أجواء هذا الإتفاق، بحسب المحلِّل قاسم قصير، الذي يشير إلى أن زيارة خرازي، هي إستطلاعية لما بعد الإتفاق المذكور، وهدفت أيضاً لمتابعة تعزيز العلاقات بين إيران والعالم العربي.
وعن نتائج وانعكاسات لقاءات خرازي على المشهد اللبناني العام، يؤكد قصير ل"ليبانون ديبايت"، أن الزيارة تناولت المواضيع السياسية، موضحاً أن ما أعلنه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، حول أن الإتفاق بين إيران والسعودية، لم يتناول لبنان، كما لا توجد ملاحق خاصة، هو مؤشِّر على اطّلاع الحزب على تفاصيل هذا الإتفاق، وبأن الملف الرئاسي ملف لبناني أولاً وأخيراً.
ورداً على سؤال، عن احتمال أن يشجع الإستقرار الإقليمي على الحوار في لبنان، يرى المحلِّل قصير، أن ذلك حتمي، لأن الإستقرار في المنطقة يساعد على تهدئة الأجواء، وهذا ما برز في مواقف السيد نصرالله، الحريص على عدم التصعيد ضد السعودية ودول الخليج منذ فترة.
لكنه، يستدرك بأن المشكلة تتمثل في وجود أطراف لبنانية "لا تقرأ بشكلٍ جيد التطورات الإقليمية، ولا تزال تعتقد أن مواقفها التصعيدية مطلوبة، وأنها قادرة على مواجهة التطورات في المنطقة، وهذا ليس لصالح لبنان".
أمّا حول طرح الوفد الإيراني مع "الثنائي الشيعي" تأييده لترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، يؤكد قصير عدم وجود معلومات حول نقاش ترشيح فرنجية، لكنه يشدّد على القرار الإيراني بعدم التدخل في الملف الرئاسي.
وحول ما إذا كان "الثنائي" متمسكاً بترشيح فرنجية، في ضوء معلومات متضاربة في هذا الإطار، يشير قصير، إلى أن "الثنائي" يتمسّك بترشيح فرنجية، ولذلك، فإن المفاوضات والإتصالات مستمرة لتذليل العقبات داخلياً وإقليمياً وعربياً ودولياً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News