إن لم تستحِ إفعل كما يفعل فؤاد مخزومي

"ليبانون ديبايت"

حطّ الوفد اللبناني برئاسة النائب فؤاد مخزومي في العاصمة البلجيكية بروكسيل حيث مقر الاتحاد الأوروبي، وهدف الزيارة كما العادة هو التحريض على حاكم مصرف لبنان والمصارف وتضييق الخناق على السلطة الحاكمة وفرض عقوبات على أركانها هذا في الشكل. أما المضمون، فإن الهدف الحقيقي للزيارة هو التفاخر والإيحاء بأنه قادر على تولي رئاسة الحكومة وأنه يحظى بتأييد عدة كتل نيابية.

وبما أن النائب مخزومي يصوّر نفسه بأنه الأكثر حرصاً على القانون، هل يمكنه أن يسأل من يلتقيهم إذا كانت تجارة السلاح غير الشرعي مسموحة بالقانون؟ وهل الرشاوى الانتخابية التي إشتهر بها مخزومي مسموحة بالقانون؟ وهل الاستثمار بمعاناة الناس وشراء الذمم وبيع الأوهام وإطلاق التصريحات الفتنوية لمصالح انتخابية مسموحة بالقانون؟

مؤسف أن يترأس وفداً نيابياً يضم كفاءات وطنية رجل كفؤاد مخزومي، هل لأنه الأكبر سناً أو لأنه الملياردير الوحيد بين أعضاء الوفد ومالك الطائرة أيضاً؟، أم لأنه يُتقن فن الزحف نحو السفارات لاستجداء الدبلوماسيين والسفراء لزيارته في منزله على مأدبة عشاء؟

قبل أن يُحرّض النائب مخزومي على المصرف المركزي والمصارف وأركان المنظومة، على أحد أن يخبره أنه واحداً منهم، وقد عاش تحت جناحهم وعلى أبواب قصورهم سنوات طويلة منتظراً دوره الذي لم يأتِ.

أما عن المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامة، فهل هناك من يذكّر مخزومي أنه كان أكثر المنبهرين بأداء سلامة، إضافة إلى أنه كان يحرص دائماً على أداء فريضة "تكريم الحاكم" ومنحه الدروع.

إن لم تستحِ إفعل كما يفعل مخزومي، وأقم الولائم على شرف زوارك في حين أن شعبك يأْنّ من الفقر والعوز، أدر محركات طائرتك واقصد به بلاد أوروبا بحثاً عن منفعة وسمعة حسنة وحلم مستحيل في وقت يبحث المواطن البيروتي عن من يؤمّن له جواز سفر يهاجر عبره نحو وطن جديد، وأصرف أكثر من 10 مليون دولار على حملتك الانتخابية واحصد مقعد نيابي يتيم ثم أدعي أنك زعيم ونعم "الزعامة"!