انتصرت محكمة العدل العليا البريطانية لبعض من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت فأقرّت اليوم تعويضاً قدره 850 ألف جنيه استرليني (أكثر من مليون دولار أميركي)، بحكم قضائي ضد شركة سافارو (SAVARO) صاحبة شحنة "نيترات الأمونيوم" التي انفجرت في الرابع من آب 2020.
تم تمثيل بول وترايسي نجار والدا الطفلة الضحية ألكسندرا نجار، وعائلة شهيد فوج الإطفاء رالف ملاحي، إضافةً إلى الجريحة إنعام كيّال بالقضية من قبل مكتب الادعاء في نقابة المحامين في بيروت، الذي أنشأه النقيب السابق ملحم خلف، ومكتب Dechert LLP البريطاني للمحاماة، واللذين نجحا في حزيران 2022 في الاستحصال على حكم للكشف عن أسماء أصحاب الشركة، وانتزعا حكماً في شباط الماضي ثبّت مسؤولية سافارو في انفجار المرفأ. بحيث كان من الممكن الإستماع إلى الشركة بموجب القانون الإنجليزي لأن "سافارو" مسجلة في إنجلترا وويلز.
وقد تنازل فريق من المحامين البريطانيين، بمن فيهم المحامي نيل هارت كاي سي ومحامو "ديكرت"، عن أتعابهم لرفع القضية. وفرض القاضي روجر إيستمان على الشركة دفع مبلغ 760 ألف جنيه إسترليني كتكاليف قضائية، والتي سيتم دفعها للأعمال الخيرية. أما الحكم فقسم على النحو التالي: 100 ألف جنيه استرليني (تقريباً 125 ألف دولار) لثلاثة مدّعين من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت ضدّ شركة سافارو، ومبلغ قدره 500 ألف جنيه (تقريباً 628 ألف دولار) لجريحة من الانفجار تعويضاً عن الضرر الجسدي والمعنوي وتغطية نفقاتها الطبيّة.
"منطقة حرب"
بول نجار وتريسي عوض، وهما والدا الطفلة ألكسندرا التي قضت في الإنفجار، وصفا كيف طلبا بشدة المساعدة لابنتهما بعد أن تحول الحيّ الذي يقيمان فيه إلى "منطقة حرب" بعد الإنفجار.
ترايسي غادرت المستشفى على الرغم من تعرضها لأذى خطير وخلافا لنصائح الأطباء، حتى تتمكن مع زوجها من مساعدة ألكسندرا في العثور على العلاج.
لكن الفتاة البالغة من العمر ثلاث سنوات، فتوفيت بعد إجراء عملية جراحية في الدماغ، حيث أقامت الأسرة وقفة احتجاجية بجانب سريرها.
من جهته، وصف إيلي ملاحي وهو والد رالف ملاحي، أحد رجال الإطفاء العشرة الذين لقوا حتفهم في الإنفجار، تأثير وفاة ابنه على العائلة، قائلاً: "لم يعد لدينا أي فرح في حياتنا".
وأضاف، "زوجتي تحمل صورة ابني معها في كل مكان".
ولفت ملاحي إلى أن الأسرة لم تكن قادرة على إقامة جنازة مناسبة لرجل الإطفاء البالغ من العمر 23 عامًا، حيث لم يتمكنوا من جمع ما يكفي من رفاته.
وقال ملاحي: "لم نلمس ملابس رالف أو أغراضه، واحتفظنا بها حتى نتمكن على الأقل من تذكر رائحته... الحزن الذي نتحمله كأسرة منذ ذلك اليوم لا يطاق، وأملنا الوحيد هو أن نلتقي بإبننا مرة أخرى ذات يوم".
صدمة عاطفية
كما عائلة ألكسندرا، حصلت عائلة ملاحي على 100000 جنيه إسترليني لتعرضها لصدمة عاطفية.
كذلك حصلت إنعام الكيال على حوالى 550 ألف جنيه إسترليني، لتغطية مصاريفها الطبية المستقبلية، وتعويضاً عن الأضرار النفسية والجسدية التي أصابتها.
وقالت الكيال إنها كانت تعمل في وزارة الاتصالات اللبنانية عندما وقع الإنفجار، وكانت المعيل الوحيد لأسرتها.
وفي شهادتها أمام المحكمة، وصفت الكيال أنها كانت في مكتبها. واضطرت أن تخضع لعملية جراحية لمدة ثماني ساعات، وفقدت البصر في إحدى عينيها وجزء بصرها في الأخرى، مع ندوب دائمة في وجهها.
وقُتل ما لا يقل عن 215 شخصًا عندما تُركت شحنة تبلغ 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، استوردتها شركة "سافارو"، في مستودع في ميناء بيروت لعدة سنوات قبل أن تشتعل فيها النيران وإنفجارها في أغسطس/آب 2020.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News