"ليبانون ديبايت"
لم تنهِ مطرقة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي أذّنت لرفع جلسة الإنتخاب الـ 12 لرئيس الجمهورية الخلاف بين المكونات الرئيسية لهذا المجلس والذهاب إلى حوار من أجل البحث عن حلول، لا بل رسّخت انقساماً عامودياً حاداً من الصعب ردم الهوة بين طرفيه.
وهذا الحال الذي وصل إليه الواقع السياسي داخل المجلس وخارجه يضع لبنان أمام معضلة خطيرة، يؤشّر لإحتمال ذهابه إلى الإنهيار الشامل وربّما التحلّل بمعنى أننا أمام أزمة وجودية قد تطيح بهذا البلد الصغير.
وإزاء هذه "الأُحجية" لا بدّ من التّوجه إلى حلول تقرب إلى المنطق، ففي استعراض بسيط يتبيّن أن كلا الطرفين من معارضة أو ممانعة عاجز عن إيصال مرشّحه الذي يشكّل في عيون الآخر مرشح التحدي.
لذلك يقول المنطق أن يذهب الطرفان إلى التفاهم ليس على الإسم بل على عدم التعطيل، لكن ماذا يعني عدم التعطيل؟
عدم التعطيل يعني أن لا يتنازل الطرف عن مرشحه أو يتمسّك به لمجرد أن يتحدّى الطرف الآخر ويحاول كسره، بل أن يختار رجلاً قريباً من مرشحه بالمفاهيم العامة لكن لديه القدرة على أن يتحدّث إلى الجميع بدون عوائق، لا سيّما أن الحياة السياسية زاخرة بهذه الشخصيات التي لها باع طويل بالحوار مع الجميع.
إذا المطلوب من كل فريق أن يقدم شخصاً ينزع حجة التعطيل من الفريق الآخر، شخص برهن خلال مسيرته أنه إذا كان محسوباً اليوم على فريق معين فهو أيضاً يستطيع أن يكون على لوائح منافسيه وحتى أن مشواره السياسي يشهد على أنه يحظى بتأييد طائفي من مختلف المكونات.
لذلك بات من الملح الخروج من مرحلة تسمية أشخاص والعمل على الخروج من التعطيل بعدم ترشيح اي شخص كان له عليه مآخذ مما جعل منه نقطة ضعف عند هذا الفريق او حتى الذهاب الى مرشح تحدٍ بشكل فاضح .
ويطرح نواب أسماء شخصيات لم يفصحوا عنها بالعلن ويتداولونها بصوت خافت لأنهم في قرارة أنفسهم يشعرون بتقاطع هذه الشخصية عند جميع الأطراف ويجزمون إذا ساروا بها فإن الحلفاء لن يمانعوا كما أنها لن تحدث خضّة داخل المكوّن السياسي لهؤلاء النواب في حال وقع الإختيار إلى ترشيحها.
ولا يجب إغفال أن المسار الذي سار به الأطراف في عملية الترشيح لأي من المرشحين هو من جعل وصول أحدهم إلى سدة الرئاسة بمثابه الحلم.
وهنا يمكن الإستناد إلى إنتخابات ماضية شبيهة بجلسة إنتخاب الرئيس الياس سركيس الذي لم ينتخب وخسر المعركة بقارق صوت لمعارضة الحلف الثلاثي له, لكن هذا الحلف عاد ليعطيه أصواته بعد ست سنوات وكان رئيساً للجميع، وكذلك الرئيس كميل شمعون فالشهابيون كانوا ضدّه ولكن لم يصنفوه كما يصنف فريقي النزاع المرشحين اليوم.
وليس بالضرورة للمرشح أن يؤمن إجماعاً لذلك إذا قام كل فريق بترشيح شخصية بالمواصفات المذكورة وجرت الإنتخابات بطريقة طبيعية فان المرشح الفائز سيكون رغم فوزه بأصوات الفريق الذي رشحه قريباً من الجميع.
وإصرار أي فريق على طرح مرشّح يشكّل تعطيلاً للإنتخابات لن يوصل إلى نتيجة لذلك البحث عن مرشح يبعد شبح التعطيل بات أمراً ملّحاً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News