زيلينسكي ضيفاً عند أردوغان ...وواشنطن تُزوّد كييف بالذخائر العنقودية

في محطّته الأخيرة من جولته الإقليمية المكوكية التي سعت إلى الحصول على المزيد من الأسلحة وحشد الدعم لانضمام بلاده إلى الناتو، حلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيفاً عند نظيره التركي رجب طيب أردوغان في قصر وحيد الدين في اسطنبول أمس، حيث عقدا لقاء ثنائيّاً مغلقاً بحثا خلاله العلاقات بين البلدَين ومستجدّات الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وقضايا إقليمية ودولية مثل اتفاقية ممرّ الحبوب عبر البحر الأسود التي تنتهي في 17 تموز الحالي.

وترأس الرئيسان اجتماعاً على مستوى الوفود عقب لقائهما الثنائي. وقبل وصوله إلى اسطنبول، زار زيلينسكي سلوفاكيا حيث قال: «أعتقد أن ليس هناك وحدة موقف كافية حول هذه المسألة (إنضمام كييف إلى الناتو)، وهذا يُشكّل تهديداً لقوّة الحلف»، معتبراً أن «هذا الأمر في غاية الأهمية لأمن العالم بأسره». وأكد أنّه يتوقّع «وحدة صف من الحلف لأنّ قوته في وحدته».

وأوضح أن روسيا تُعوّل على «ضعف الحلف وانقسامه»، وهو ما «لا يُمكن السماح به»، مطالباً في الوقت عينه بمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قبل أيام من قمة الناتو المقرّرة في 11 و12 تموز في فيلنيوس.

وفي السياق، أكد البيت الأبيض قراره تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية، معتبراً أن هذه الخطوة التي تُشكّل عتبة مهمّة في نوع التسليح المقدّم إلى كييف لمواجهة الغزو الروسي، هي «الصواب» الذي يجب القيام به.

وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان إنّ الخطوة «قرار صعب، وأرجأناه» لفترة من الزمن، مشدّداً على أن الإقدام عليه في الوقت الراهن هو «الصواب». وذكر أن الأوكرانيين قدّموا «ضمانات خطّية» حول كيفية استخدام هذه الأسلحة للتقليل من «الأخطار التي تُشكّلها على المدنيين».

كما لفت إلى أن أوكرانيا «لن تنضمّ إلى الناتو» إثر قمة فيلنيوس، إذ لا يزال أمام كييف «مراحل عدّة ينبغي أن تعبرها قبل أن تُصبح عضواً» في الناتو. وحول انضمام السويد إلى الناتو، رأى سوليفان أنه «من الممكن» أن ترفع أنقرة وبودابست تحفّظاتهما خلال قمة فيلنيوس، أو على الأقلّ أن يحصل ذلك «في مستقبل غير بعيد»، مشيراً إلى وجود «نوايا حسنة جوهرية» في شأن انضمام السويد إلى الحلف.

في غضون ذلك، أكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أن قادة دول الناتو الـ31 «سيُعيدون التأكيد أن أوكرانيا ستُصبح عضواً في «حلف شمال الأطلسي»، وسيتّحدون حول طريقة تقريب أوكرانيا من هدفها»، من غير أن يوضح الصيغة التي سيُتّفق عليها. وقال: «نحن نتشاور ونعمل على الصياغة الدقيقة التي ستُعلن عندما نتوصّل إلى اتفاق» في هذا الشأن.

وفي وقت سابق، حضّ زيلينسكي الغربيين مجدّداً من براغ على إمداده بأسلحة بعيدة المدى، محذّراً من أن عدم توفيرها يُبطئ الهجوم المضاد على القوات الروسية، فيما كشف رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن بلاده ستُرسل إلى كييف مروحيات قتالية وستُدرّب طيارين أوكرانيين على مقاتلات «أف 16».

توازياً، توصّل البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء إلى اتفاق لتعزيز إنتاج الذخيرة في الاتحاد الأوروبي من أجل إعادة بناء ترسانات الأوروبّيين ومواصلة تسليح أوكرانيا. وتبلغ قيمة خطّة «دعم إنتاج الذخائر» هذه، 500 مليون يورو.

ميدانيّاً، أعلن الجيش الأوكراني إسقاط 12 مسيّرة مفخّخة من طراز «شاهد» من أصل 18 أطلقتها روسيا ليل الخميس - الجمعة. وقضى رجلان جرّاء سقوط شظايا مسيّرات في منطقة دنيبروبتروفسك، بحسب النيابة العامة.