نزاعات وصراعات وخلافات... قادمة

"ليبانون ديبايت"- فادي عيد

إرتفع منسوب القلق والمخاوف في الأيام الماضية، وذلك في ضوء التطوّر البارز في اتجاهات دول اللقاء الخمس المعنية بالملف اللبناني، والتي لم يحمل بيان الدوحة، إلا جانباً يسيراً منها، إذ أن ما حصل من انقلاب على هذا الصعيد لم يكن مفاجئاً إلا للفرنسيين وللأطراف اللبنانية التي واكبت المقاربة الفرنسية ومهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في بيروت. فالبيان يؤسِّس إلى مرحلة جديدة من الفوضى والإنتظار، إلى حين أن تأتي الظروف المؤاتية للدول المعنية بالوضع اللبناني، وحينئذٍ قد يُعاد خلط الأوراق سياسياً ورئاسياً، وينطلق اللقاء الخماسي أو أي مسعى آخر بصيغة جديدة، على اعتبار أن الأمور تراوح مكانها.

وثمة معلومات، أنه، وفي حال سحبت الإدارة الأميركية تفويض باريس بالملف اللبناني، وهذا هو المرجَّح، أو السير ضمن شروطها، فحينها قد يكون هناك مرحلة قادمة تشي بنزاعات وخلافات وصراعات عديدة، خصوصاً أمام ما يحيط بالبلد من دعوات للإعتصامات والتظاهرات، وما يعانيه من تفاعل للإنقسامات السياسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى اهتزازات أمنية، وعندها يأتي الرئيس بعد تطورات بارزة، ما تستدعيه الظروف على غرار ما حصل قبل اتفاق الدوحة.

وهذا ما بدأت تتحدث عنه قوى سياسية فاعلة، التي تبدي أيضاً هواجسها من رفض اللقاء الخماسي العرض الذي تقدّم به لودريان في الدوحة، من قبل الممثلَين السعودي والأميركي، في حين لم تُبدِ قطر أي حماسة له، ما يعني أن مهمة لودريان باتت معلّقة في الوقت الحالي على المواقف الداخلية المشكِّكة بالحوار المطروح.

كل هذه الأجواء، تابعت المعلومات، ترخي بثقلها على الساحة اللبنانية، إلاّ في حال حصل توافق دولي ـ إقليمي على خلفية صعوبة الأوضاع الأمنية ليُنتخب رئيس للجمهورية من الخيار الثالث إذا استدعت الظروف ذلك، أي قائد الجيش العماد جوزيف عون، وهذا ما يتم تداوله في المجالس السياسية، وبمعنى آخر، كل الإحتمالات واردة في ضوء الضبابية التي نتجت عن لقاء الدوحة، ولهذه الغاية، فإن الأسابيع المقبلة ستكشف إلى أين ستصل مهمة لودريان التي أضحت معقّدة، ودونها عقبات وصعوبات.